لجنة تفكيك التمكين والثوريون: اللهم أحمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم

مريرة تلك التجربة التى يتعامل فيها أحد الأشخاص الأسوياء مع شخص «نرجسى»، وتعنى «شعور الشخص بشكل مبالغ فيه بالأهمية. ويحتاج إلى الاهتمام والإطراء بشكل زائد، ولا يقدر مشاعر الآخرين»، وفقًا للموقع الطبى «مايو كلينك»، وبإلقاء نظرة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعى، فقد تعتقد أن النرجسية غزت العالم الرقمى، نظرًا لكثرة الفيديوهات والمتخصصين الذين يتحدثون فى هذا الأمر. خاصة أن عددهم فى ازدياد ملحوظ، بحسب ما اتفق عليه خبراء الصحة النفسية فى تقرير نشرته «بى بى سى» منذ 5 أعوام.

الجديد أن الأمر فى مواقع التواصل الاجتماعى لم يقف عند حديث المختصين حول النرجسى، بل بات النشطاء يؤسسون مجموعات «جروبات» للحديث عن تجاربهم مع النرجسيين ونصائحهم حول الأنماط المختلفة لهذا الاضطراب، والمثير للاهتمام أن بعض الجروبات اقترب عدد أعضائها من نصف مليون متابع، أبرزها كان «الهروب من قبضة النرجسى»، و«ادرس عدوك النرجسى»، الأول خاص بالسيدات، ويضم 230 ألف عضوة، والآخر به ما يقرب من 440 ألف عضو.

الجروبان يضمان تجارب واقعية، كما يسأل الأعضاء بعضهم حول المشكلات الذين يواجهونها مع النرجسى الموجود فى حياتهم، ويتبادلون النصائح والخبرات، وعن «الهروب من قبضة النرجسى».

تقول مروة سعد، مؤسسة الجروب لـ«المصرى اليوم»، أنها أنشأته منذ 3 أعوام، بعد طلاقها من شخص اكتشفت بعد الانفصال نرجسيته، مؤكدة أنها تهدف بشكل أساسى لتوعية السيدات، مساعدتهن على التعافى من التجربة، ونوهت أن أبرز صفات النرجسى من خلال خبرتها بالجروب، هو توجيه النقد والتقليل وإشعار الآخرين بالدونية، والبخل، واستنزاف طاقة الآخر.

وعن جروب «ادرس عدوك النرجسى»، فإنه تجمع من مختلف البلدان العربية لضحايا النرجسيين، ومن أبرز المنشورات التى أتت بالنصيحة «مسيطر لأقصى الحدود، بيفقدك توازنك ويلخبطك فى رؤيتك لنفسك، بيلومك أكتر ما بيتنفس، يبقى هو الغلطان ويقلب الترابيزة بكل دهاء، يوهمك الحياة بدونه جحيم، يخاصم بالصمت العقابى».

بعض الأعضاء يتفننون فى تقريب الصورة لفهم أكثر وعيًا لهذه الشخصية، من خلال جمل على لسان النرجسى أو كأنه يعرف نفسه بصفاته السيئة، أما أبرز المشاكل والتجارب، كتبت عضوة «17 سنة زواج متعايشة مع نرجسى، أصبحت قوية بعد ضعفى، أهم شىء كسرت نقاط ضعفى ولعبت على نقاط ضعفه هو»، كما يطرحون أسئلة وموضوعات للمناقشة مثل «لماذا رغم كرهنا الشديد للنرجسى لا نقوى أن نتركه»، فجاءت الإجابات «لأنه بارع بتمثيل التوبة وصنع الوهم».

الدكتورجمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أوضح لـ«المصرى اليوم» أن النرجسيين أنواع «غير مؤذٍ تقتصر صفاته على أنه يرى نفسه الأفضل فى العالم، ويريد التمجيد ويعتبر الانتقادات كرها له».

وأوضح أن الطريقة الأمثل للتعامل معه هو التمجيد فيه وعدم إلقاء اللوم عليه حتى لا يتحول، أما النوع الآخر هو «السادى»، ويصفه فرويز بأنه «سام» يدمر من حوله كى يصبح الأول فى كل شىء، ولا يرى إلا نفسه، مؤكدًا أن هذا النوع يجب البعد عنه بأى طريقة.

عبدالله علي ابراهيم


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.