بيل غيتس يتسلح بـ«نظرية البقر» في حربه ضد الفقر

قال الملياردير الأمريكي بيل غيتس إن زعماء العالم يجب أن يكثفوا من جهودهم لمكافحة أزمة التغذية المتفاقمة لدى الأطفال.

وتتسبب هذه الأزمة في خسائر اقتصادية تقدر بتريليونات الدولارات، وبحسب ما أفادت وكالة بلومبيرغ، يرى غيتس أن الاستثمار في بكتيريا الأمعاء وزيادة إنتاجية ألبان الأبقار يمكن أن يساعد.

وتقول الوكالة الأمريكية، إن الملياردير المعروف بنشاطه الخيري، والذي سبق أن قال إن سوء التغذية يتصدر قائمة المشاكل التي يتعين حلها، حذر من ضرورة إنفاق المزيد على القضايا الصحية، خاصة مع التأثير الضار المتزايد على هذه القضايا من تغير المناخ.

ولقد أثرت أزمة الوباء والديون في البلدان الأكثر فقراً على تمويل الصحة والتعليم في وقت قيدت فيه الدول الأكثر ثراءً المساعدات المقدمة لأفريقيا، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع.

وهذا يجعل الطعام المغذي بعيدًا عن متناول الكثيرين ويهدد عقودًا من التحسن في صحة الأطفال، في حين يضغط الطقس القاسي بشكل متزايد على المحاصيل.

وبما أن الافتقار إلى الأنظمة الغذائية الصحية للأطفال يضر بقدراتهم العقلية والجسدية مع تقدمهم بالعمر، فإن هذا يهدد بعواقب اقتصادية وخيمة أيضا.

وذكرت بلومبيرغ، أن البنك الدولي يقدر بأن نحو 3 تريليون دولار من الإنتاجية تضيع بالفعل كل عام على مستوى العالم بسبب سوء التغذية.

الملياردير الأمريكي بيل غيتس

وقال غيتس، “إن أسوأ حالة هي أن تظل البلدان، وخاصة في أفريقيا، في فخ الفقر” إذا لم يتم حل سوء التغذية.

ومع وجود القليل من المال لإنفاقه على النظام الصحي وتحسين الأنظمة الغذائية، يترتب على ذلك بحسب غيتس، أن “ينشأ جيل كامل من الأطفال حيث تكون قدرتهم على التعليم وقدرتهم العقلية أقل بكثير من إمكاناتهم”.

كما يرى غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخيرية وأحد أغنى رجال العالم، أن مساعدة تلك البلدان على الهروب من فخ الفقر “أولوية أخلاقية واستراتيجية” في الوقت الحالي والمستقبل.

وقال إن معالجة سوء التغذية لدى الأطفال من شأنها أيضًا أن تجعل اللقاحات أكثر فعالية وأمراض مثل الملاريا أقل فتكًا.

وقال غيتس إن الحلول الرخيصة الجاهزة للتوسع يمكن أن تعالج الكثير من المشكلة.

وتشمل جهود المؤسسة الخيرية التي يرأسها غيتس، توسيع نطاق الوصول إلى الفيتامينات قبل الولادة للنساء الحوامل، وتعزيز الإنتاج والتعامل الآمن مع الحليب في أفريقيا، كما تدعم المؤسسة الأبحاث حول الميكروبيوم – البكتيريا التي تعيش في الأمعاء.

التوقعات الصحية

وحذرت الأمم المتحدة في يوليو/تموز الماضي من أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق أي من الأهداف العالمية السبعة للتغذية بحلول عام 2030.

ووفقًا للبنك الدولي، فإن التكاليف الاقتصادية لسوء التغذية يمكن أن تصل إلى 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الدول ذات الدخل المنخفض.

وقال غيتس في تقرير Goalkeepers السنوي للمؤسسة الصادر اليوم الثلاثاء، “يعتبر عدد قليل من خبراء الاقتصاد معدل سوء التغذية نقطة حاسمة بالنسبة للبيانات الاقتصادية، ولكن يجب أن يبدأوا في ايجاد الحلول”، وأضاف “يتحول العجز الغذائي بسرعة إلى عجز مالي، ولا يمكن للدول أن تنمو في ظل ذلك”.

وبحلول منتصف القرن، سيؤدي تغير المناخ إلى 40 مليون طفل إضافي مصاب بالتقزم ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، وفقًا للتقرير.

ويواجه 28 مليون طفل آخر مرض الهزال، حيث يكونون نحيفين للغاية بالنسبة لطولهم، بسبب ضعف التغذية.

أزمة مستمرة وحلول مطروحة

وتقول “بلومبيرغ” ضمن تقريرها أن التقدم في القضاء على سوء التغذية لدى الأطفال شهد حالة من التوقف في السنوات الأخيرة.

وترى ان سوء التغذية هو السبب وراء وفاة ما يقرب من نصف الأطفال الصغار، ومع ذلك فهو أحد أكثر تحديات التنمية التي يتم تجاهلها في العالم، حيث يتم تخصيص أقل من 1% من المساعدات العامة للتغذية.

وقد خصصت مؤسسة غيتس 922 مليون دولار حتى عام 2026 للتغذية، وهي أكبر ممول للبحوث في مجال الميكروبيوم، وفقًا لغيتس، الذي يريد من المانحين والحكومات وضع المزيد من الأموال في صندوق تغذية الطفل.

وتدعم المؤسسة برامج تربية الأبقار الأكثر قدرة على تحمل الحرارة وإنتاج المزيد من الحليب، ضمن حلولها لهذه الأزمة.

وزار غيتس مؤخرًا نيجيريا، التي تكافح منذ فترة طويلة تحديات الأمن الغذائي، وكما هو الحال في العديد من الأماكن الأخرى في أفريقيا، فإن منتجات البروتين الحيواني مثل الحليب والبيض باهظة الثمن ويصعب الحصول عليها.

وقال غيتس: “نحاول خفض تكلفة الحليب والبيض بشكل كبير في هذه البلدان”، وأضاف “إن منتجات الأبقار واعدة للغاية”، في إشارة لها كحلول مقترحة.

وأظهرت دراسة حديثة في مجلة “لانسيت جلوبال هيلث” أن أكثر من نصف سكان العالم لا يستهلكون ما يكفي من المغذيات الدقيقة الأساسية مثل الحديد والكالسيوم واليود، وإضافة مثل هذه المغذيات إلى الطعام هي تقنية قديمة يتم توسيعها الآن.

على سبيل المثال، تقوم إثيوبيا باختبار إضافة حمض الفوليك إلى الملح المعالج باليود، للمساعدة في القضاء على العيوب التي تؤدي إلى الوفاة وولادة أجنة ميتة.

وتعمل نيجيريا على إضافة مجموعة من المغذيات الدقيقة إلى مكعبات توابل المرق التي توجد في معظم المطابخ هناك.

ويشعر غيتس بالحماس إزاء العمل على الميكروبيوم، حيث يمكن للبكتيريا الموجودة في الأمعاء أن تؤثر على كيفية امتصاص الجسم للعناصر الغذائية ومحاربة الأمراض بشكل أفضل.

وقال إن التجارب جارية لتقديم البروبيوتيك للأطفال لمساعدتهم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل، وستكون الخطوة التالية هي خفض تكاليفها، مضيفًا أن التقدم في مجال الميكروبيوم من شأنه أيضًا أن يساعد في مكافحة السمنة في البلدان الغنية.

وقال، “في السنوات العشر الماضية، اكتسبنا فهمًا عميقًا لما يحدث بالنسبة لأزمة سوء الغذاء، وأصبح واضحا ما نحتاج إلى القيام به لتمكين هؤلاء الأطفال من تحقيق إمكاناتهم”.

العين الاخبارية


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.