زهير السراج : ما بين كنكشة و كنكشة !!

* أرسل لى عدد من الأصدقاء (فيديو) عن الحالة الصحية فى ولاية كسلا، وانتشار بعض الأوبئة الخطيرة بجانب وباء (الشيكونغونيا)،

وطلبوا منى تناوله بالتعليق فى مقالى، ولكننى إعتذرت فلم أعتد الاعتماد على ما ينشر فى ساحات التواصل الاجتماعى فى كتابة مقالى، بالاضافة الى عدم تيقنى من المعلومات التى يحملها الفيديو .. غير أن العديد من المصادر أشارت الى أن الحالة الصحية فى الولاية تزداد سوءا، ويتسع نطاق وباء (الشيكونغونيا) من يوم لآخر، بالاضافة الى وجود أعراض تشبه أعراض (حمى الضنك النزفية) ــ Deng Fever ــ وهو مرض فيروسى تنقله نفس البعوضة الناقلة للشيكونغونيا فى شرق السودان، المعروفة بالزاعجة المصرية.. !!

* تشبه اعراض حمى الضنك أعراض الإنفلونزا وتتلخص فى الحمى التى غالبا ما تكون مرتفعة، والصداع الحاد، وآلام فى العيون والعضلات والمفاصل، فضلا عن الغثيان، والقيء، وانتفاخ الغدد، والطفح الجلدى (بقع محمرة)، وليس بالضرورة أن تظهر كل هذه الاعراض .. غير أن ظهور إثنين منها بالاضافة الى الحمى يستدعى الشك فى وجوده خاصة مع وجود البيئة والظروف المناخية المناسبة لتكاثر البعوض الناقل (هطول الأمطار وتراكم المياه ) .. وعادة ما تدوم الأعراض بين 2-7 أيام، بعد فترة حضانة بين 4-10 أيام ، وهى الفترة ما بين دخول الفيروس الى الجسم بواسطة لسع البعوض، وظهور الأعراض!!

* وقد يؤدى المرض الى الموت إذا كان مصحوبا بقئ شديد ونزيف والآم حادة فى المعدة، ونزف من الفم والانف، وضيق فى التنفس، واعياء شديد، وغالبا ما تكون حياة المريض فى خطر خلال اليوميين الأوليين إذا لم يجد العلاج المناسب الذى يتمثل فى تعويض السوائل بشكل رئيسى، واستخدام المسكنات لوقف الألم، إذ لا يوجد يوجد علاج للمرض حتى الآن، بينما تم التوصل مؤخرا (قبل ثلاثة اعوام ) الى لقاح واق، بالاضافة الى مكافحة البعوض الذى ينقل المرض من الشخص المريض الى الشخص السليم!!

* الكثير من مواطنى ولاية كسلا أصيبوا بأعراض مشابهة لأعراض (حمى الضنك)، التى تعد من الأمراض المستوطنة فى شرق السودان وأجزاء أخرى، ولقد انتشرت فى ولاية البحر الأحمر قبل عدة أعوام، وكان من ضحاياها الفنان الكوميدى المعروف (الفاضل سعيد) ـ رحمه الله ــ الذى كان يقدم عرضا مسرحيا مع فرقته فى مدينة بورتسودان آنذاك!!

* بالاضافة الى ذلك، لا تزال (الشيكونغونيا) تضرب كل ارجاء الولاية بدون جهد واضح فى مكافحة البعوض أو تقديم خدمة علاجية مكتملة، مما أدى لإصابة الآلاف وموت الكثيرين رغم أن المرض لا يؤدى فى العادة الى الموت إلا فى الأطفال والكبار الذين يعانون من سوء التغذية .. وللأسف لم تبدا السلطات فى حملات مكافحة البعوض وتكثيف العلاج إلا بعد الاعلان عن زيارة رئيس الوزراء التى تزامنت مع صدور بيان من حزب المؤتمر الوطنى بولاية كسلا ينفى سوء الحالة الصحية فى الولاية بالشكل التى تتناوله وسائل التواصل الاجتماعى، ويعزيه الى الشائعات والأكاذيب التى تطلقها المعارضة، ويصف حياة المواطنين بأنها أغلى من الذهب، ولقد أولتها سلطات الولاية الإهتمام البالغ .. ولا أدرى عن حياة أى مواطنين يتحدث البيان، فالكل يعرف حال المواطنين فى كسلا الذى لا يخفى على أحد ..إلا إذا كان المقصود هم سكان القصور من قادة الحزب والحكومة بالولاية !!

* كسلا تحتضر .. وكما صمتت الحكومة عند إنتشار وباء الشيكونغونيا ولم تعلن عنه الا بعد تكاثف الضغوط الشعبية والعالمية عليها، فإنها الآن تواجه الحمى النزفية بالصمت المطبق .. بينما ينشغل حزبها فى البحث عن وسيلة لتعديل الدستور وتنصيب (البشير) رئيسا للبلاد مدى الحياة !!

الجريده

Exit mobile version