لماذا كُل هذه المُصادرات ..كتبتوا شنو..؟
______
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
كتبتوا شنو..؟
سؤال ظلّ يتكرّر كثيراً مُنذ أن بدأت المُصادرات مع المُظاهرات والاحتجاجات والإجابة معلومة للسائل والمُجيب ..
لماذا كُل هذه المُصادرات ..كتبتوا شنو..؟
لم نكتُب شيئاً غير الذي يجب أن يُكتب ولم نقول غير الذي يجب أن يُقال ، ننقُل ما يجري في الشارع كما هو بلا زيادة أو نُقصان أو تهويل ، نُحاور ونُحقق ونُحلل ونُقدِم للقارئ الكريم ما غيبته عنه دهاليز السياسة ونُقدم للساسة ما يدعم مسيرتهم ومُعظم النقد هادف مُفيد لمن يُريد الإصلاح حقا ، الجريدة يا هؤلاء ماعون كبير للخبر ومنبر حُر للرأي ينتظره القارئ بفارغ الصبر كُل صباح ليرتوي منه ويجد فيه ما لا يجده في غيرها وهي تغوص بعيداً في لُجج السياسة العميقة تتكبّد المشاق وتُجابه المخاطر وتخرُج له بالجديد المُفيد وما عجز الغير عن الوصول إليه ..
من العسير جداً في يومنا هذا تقييد الكلمة ومنعها من الخُروج في زمانٍ انفتح فيه الفضاء على مصراعيه وامتلك فيه الناس أدوات عصرية حديثة مكنتهُم من التنقّل والتُطّواف من أقصى الدُنيا إلى أدناها في رمشة عين وبهذه السُرعة تنتشِر الأخبار وتنتقِل المعلومات بُمجرد وضعها وارسالها بلمسة أصبع لا تستغرق سوى ثواني معدودات ، مُصادرة الصحيفة الورقية على قلتها بالمُقارنة مع عدد سُكان السودان لم ولن يمنع انتشار ما فيها من مواد من الخروج إلى الناس بل يدعم انتشارها إلكترونياً ويتضاعف عدد القُراء وتزداد جُسور الثقة القوية أصلاً بينها ومُتابعيها متانة ..
الظروف حرجة والأوضاع السياسية مُضطربة مُتأرجحة وحال الاقتصاد في البلاد تُغني عن السؤال ولا تحتاج لمن يُحدِث الناس عنها أو يُكابِر ، أوضاع تحتاج لتضافُر الجُهود وإفساح المساحات للرأي الآخر والاستماع له لا أن توصد الأبواب أمامه رُبما فيه ما يُخرج البلاد من ضيقها ويُعيد الأمور إلى نصابها ويجمع شتاتها ومُعظم ما يُكتب يصُب في خانة النقد الهادف المُفيد لمن أراد أن يُصلِح ويُفيد وقد كان الخليفة العادل الفاروق عُمر بن الخطاب يقول (رحم الله أمرئ أهدى لي عيوبي) هذا قول الخليفة القوي يا من حدثتمونا كثيراً ومنذ أن جئتم عن مسيرتكم القاصدة وعن اتباعكم لهدي نبي الرحمة سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام..
مُحاربة الرأي وأهله في ظروف البلاد العصيبة المعلومة تتهدّم به درجات سُلم الصعود إلى المُستقبل وتتعثّر به خُطوات الحل وتتأزم به الأحوال المُتأزمة أصلا ، لقد صودرت الصُحف وتصدّرت (الجريدة) قائمة المُصادرات وتمّ اعتقال بعض منسوبيها هل انصلح يا تُرى حال الاقتصاد وهل استقامت الاحوال السياسية في البلاد أو انفرجت الأزمات بسبب المُصادرة وحجب الرأي (ورقيا)..
لا شئ بالطبع حدث وما من جديد طرأ والحال ياهو نفس الحال..
وكان الله في عون البلاد والعباد..
الجريدة
