ما رأيت حدثاً شغل الناس في ولاية الجزيرة مثل انشغالهم بخبر تعيين د. محمد طاهر إيلا والياً لولاية الجزيرة. فالرجل جاء إلى ولاية أحبط مواطنيها نظام الشلليات الذي تعاقب على الحكم فيها. ومنذ عدة دورات برزت جماعات مع كل والٍ وأي حكومة قامت كان بندها الأول الكيد والمؤامرات وتصفية الحسابات وأقل من ذلك يمكن أن نقول عدم الرضا ولكنهم كلهم اتفقوا على د. الفاتح وزيراً للصحة. لا نتهمهم في نواياهم إذ القاسم الأكبر لهذه الشلليات هو انهيار المشروع الكبير أمام أعينهم ويعتقدون هم من سيصلحه وكلهم كانوا ضحايا إهمال المركز لولايتهم منذ تسعينات القرن الماضي.
في ظل عدم الاستراتيجية الشاملة وفي ظل عدم الخطط والمؤسسات يعول الناس على الأشخاص وحذاقتهم ومهاراتهم وخبراتهم وقوتهم لذا كان فرح مواطن ولاية الجزيرة بمحمد طاهر إيلا لما عرف عنه من تجارب ناجحة وخصوصاً انتشاله ولاية البحر الأحمر مما كانت فيه إلى ما هي عليه الآن.
لم أسمع شخصًا واحداً يتحدث بجهوية في مثل هذه الحالات ويقول هل عقمت الجزيرة حتى يأتيها والٍ من غير أبناء الجزيرة، فالناس هنا أكبر من ذلك، فالمستوى التعليمي والعلمي لمواطني الجزيرة يرفعهم فوق هذه الصغائر، ولاؤهم للوطن الكبير مشهود ولا ينكره مكابر.
ليس لي من خبرة أكبر من إيلا لأنصحه أو أضع إليه بعض ما يسهل عليه الطريق اللهم إلا أننا في عُمرٍ واحد. والذي سمعته في آخر زياراتي لبورتسودان في ديسمبر الماضي أن الرجل يعمل بطريقة الزهد فوزراؤه يسكنون بيوتهم وليس بيوت الحكومة وسياراتهم هايلوكس والصرف الحكومي في أضيق نطاق من رضي فأهلاً وإلا مع السلامة. (مر على الجزيرة زمان كل وزرائها يسكنون الخرطوم تخيل حتى قرويات الجزيرة زوجات الوزراء ما رضين بمدني وسكنَّ الخرطوم على حساب ميزانية الولاية. يومها كتبت الحكام العزابة).يعني أول انجازات إيلا سيكون فرار المتكسبين من السياسة الباحثين عن الترف والرفاهية من مال الولاية).
يا عزيزنا إيلا أنت أعرف بحزبك مني ولكن إن طالبوك بتفعيل مؤسسات الحزب والاحتكام إليه سلهم أين هو الحزب وكيف تكونت مؤسساته ومتى وكيف يدار الحزب في ولاية الجزيرة. أنت أمام فيل أبيض أو صنم اسمه حزب المؤتمر الوطني كل يحركه ليقضي غرضه ويحقق مطمعه ويبصق عليه. بالدارجي القبة ليس تحتها فكي.
أما الاقتصاد وهذا تخصصك والأمل بعد الله فيك كبير بتحريكه بس حكاية نعيده سيرته الأولى دي ما عجبتني لم يكن لمشروع الجزيرة في سيرته الأولى للمزارع فيه نصيب فهو أبأس الشركاء وأقل المستفيدين من مشروعه فلا تغرق في عبارات الشركاء المنتفعين مقياس نجاح مشروع الجزيرة واحد فقط هو العائد على المزارع.
لا نريد أن نعرض أمانينا فأنت نظرت بكلية من فوق ولا نغرقك في التفاصيل. وفقنا ووفقك الله لما يحب ويرضى ونفع بك العباد.
(والواقف في حلقي دا أوصله ليه كيف)؟
صحيفة الصيحة / د. أحمد المصطفى إبراهيم