حـــي العـــرب..مكان حاك خيوط الزمان

مصطفي سيد مبارك
الاحياء السودانيه لها ذاكره تماما مثل الانسان ذاكره تحمل التاريخ بكل مافيه من جميل ومر لتخرج بطعم سوداني ونكهه بلدنا والاحياء السودانيه تحمل الاسرار بين الاسوار وتتنفس تماما ككائن حي وتحمل المدهش والمبكي والمفرح لم يسبر اغوارها احد تماما كما هي ولكن كان لقاء من يتحدث عنها لقاء يلامس الهوامش دون التعمق . واذا كانت هذه هي احياء السودان فان لاحياء امدرمان طعم ومذاق خاص ظل يتزوقه سكانها جيل بعدجيل فامدرمان المحنه كسبت محنتها من احياءها التي ظلت تزاوج دوما بين الاصاله والمعاصره وحملت احياء امدرمان بين حنباتها السودان . واحد من احياء امدرمان المعتقه هو حي العرب الحي القديم بامدرمان كان شاهد علي ازمنه ويحمل حكايات بعضها قديوبعضها عبر عبر الزمن قدم المكان اناس استحوزوا علي زمن وبعضهم تجاوز عجله الزمن ليحل في كل الازمنه

حي العرب قصه لكل الاماكن ولكل الازمنه حي حمل مزيج عجيب وكان فرع في شره الوطن حمل الزهر والثمر واليام الجميله وصنع الكثير وحاك بخيوطه مناديل ايام الزمن الجميل ايام المحنه وفرح المعبي في عيون الناس .
سكان هذا الحي هم مزيج من اهل السودان بل هم مزيج من الحضر والباديه بعنفوانها الفتي ويقول حيدر الشريف حمدالنيل يوسف حي العرب نشاء بعد معركه كرري بثلاث سنوات اي في العام 1901م ولكن البدايه الفعليه له مع توافد القبائل من مناطق السودان لنصره المهدي والمهديه وسمي حي العرب لان اغلب سكانه الاوائل كانو متاثرين بحياه البداوه وكان هناك خور كبير ياتي بالمياه في ايم الخريف ويوفر اجواء باديه وهو فرع من وادي شمبات وكان هناك وادي الكتير يصب في خور غرب حي العرب .
وسكن حي العرب الاشراف اللحوين ولكن اول من سكن حي العرب هم الحسانيه والنمراب وهم نزلوا من جبل المرخيات واصلهم من الصوفي بالنيل الابيض
وكذلك كانت هناك مجموعات اخري من الفتيحاب والجموعيه ومجموعه من البكريه وهذه القبائل اختارت منطقه حي العرب علي ان تسكن بجوار النيل لانها كانت منطقه مخضره وتكثر فيها العشاب والوديان وتصلح للرعي وتربيه الحيوان
فاصل وهمي
ويحكي العم حيدر عن وجود فاصل وهمي في حي العرب فهناك ثمانيه مربعات من شارع الشنقيطي الي المنطقه هي الحي هناك اربع مربعات سكانها من اصول مختلفه من نقاده وجعافره وكنوز وهم متميزين بصفات وطباع تختلف عن بقيه المربعات الاربع الاخري وفي اعتقادي ان الفاصل الموجود هو فاصل لغوي بمعني ان هناك اختلاف في اللهجه بين هذه المربعات التي بينها فاصل وهمي وكذلك هناك اختلاف في نمط الحياه الاربع مربعات الاولي هم من حيث المهن فالمربعات الاولي مربعات سكانها يعملون في مجال المهن الصناعيه فاغلبهم من الصناعيه والموظفين اما المربعات الاخري فسكانها من التجار واصحاب المواشي ولكن رغم الفروقات هذه لاان هناك تعايش وتمازج بين اهل الحي لذلك اقول خط وهميومع مرورالوقت تلاشت هذه الفوارق تماما وزاب هذا الخط الوهمي وهذا الزوبان بداء من الراربعينات واستمر حتي اكتمل في الخمسينات
وبعد ذلك توافد الي حي العرب اناس من مناطق مختلفه من السودان ليصبح الحي بمكوناته الحاليه فكان احمد كمال ويحي عثمان الكوارتي والشيخ مصطفي الدسوقي والد الشاعر سيف الدين الدسوقي
وكانت سكان حي العرب يدفنون موتاهم في مقابر تسمي الجمريه وهي امراه بنت الشيخ دفع الله الغرقان وهي اول من دفن في هذه المقابر
واغرب مافي الامور ان مدرسه حي العرب الاوسطي ليس في حي العرب بل في حي البوسطه اما مدرسه المسالمه في في حي العرب
وعن خلاوي القران التي كانت في حي العرب كانت خلوه الفكي عثمان وهو شيخ من مساوي وكذلك خلوه الشيخ حامد وقد اعطي بيته ليصبح خلوه وهناك خلوه جباره وهو من منطقه الشيخ الطيب
اما الفنانين الذين كانوا في حي العرب كان هناك المبدع التاج مصطفي ومرغني المامون واحمد حسن جمعه وابراهيم عوض ورمضان حسن ومن الشعراء عبيد عبد الرحمن وسيد عبد العزيز وعبد الرحمن الريح .
ومن لعيبه الكره كانابزيد العبيد وابشر العبد وهولاء لعبوا في المريخ وحسن عطيه يلعب في الهلال (كسره يابوا علي ) وعلي قاقرين كان يسكن اخر بيوت حي البوسطه وكانت حياته الاجتماعيه كلها في حي العرب ومن الانديه الي كانت في حي العرب نادي الحديد وناديحي العرب والرابطه
وقبل ان يعرف السودانين المسرح كان سكان حي العرب يستمتعون بالمسرح والذي كان يتم قيامه في بيت مرغني ود الفكي خال المراجع العالمي مكي محمود وكان يقدم العروض المسرحيه لاهل الحيوكان يكتب المسرحيات عبدالرحمن الريح وكان الممثلين احمد حسن جمعه ومرغني المامون وكان اشهر مسرحياتهم تلك التي تدعوا لتسهيل الزواج والبعد عن التكاليف الزايده وكان من ظرفاء حي العرب سليمان الزبير وكان يقدم القفشات ويعشقه الناس كثيرا ويحبوا ان يستمعوا له ولتعليقاته الجميله علي الاحداث

صحيفة الوان

Exit mobile version