الطيب مصطفى يكتب: عزيزي البرهان بماذا أجرم غندور لتعتقلوه؟!

زفرات حرى – الطيب مصطفى

عزيزي البرهان بماذا اجرم غندور لتعتقلوه؟!
اود ان اسال رئيس مجلس السيادة الفريق اول البرهان : لمصلحة من يعتقل بروف غندور وماهو الجرم الذي ارتكبه؟!
* تعتقلون بروف غندور او يعتقله ، بتفويض منكم ، الحزب الشيوعي الممسك بخناق البلاد ، رغم اعلانه الجهير أن حزبه لن يشارك في مليونية الثلاثين من يونيو ، ورغم ان حرية التعبير حق دستوري تبيحه كل المواثيق المحلية والدولية لكل مواطن سوداني، سيما بعد ثورة رفعت شعار الحرية والعدالة!
* بالله عليكم من هو الأولى بالاعتقال بروف غندور صاحب السيرة الوطنية والعلمية الباذخة ام كبير الحزب الشيوعي صديق يوسف الذي طالب حزبه ب(حسم وردع قوى الثورة المضادة) التي تعني وفق مفاهيم (دكتاتورية البروليتاريا) التي وضع نظريتها الاستبدادية عرابهم ماركس :(كل من لا يساند حكومتهم واجندتهم السياسية) بما يعني أنه لا يحق لاي مواطن ان يكون له رأي سالب في اداء الحكومة حتى وان اجاعته وسجنته في داره واحالت حياته الى جحيم؟!

لا تقل لي إنه لا توجد معارضة إلا عضوية المؤتمر الوطني ، بعد أن ضج الشعب بالصراخ والعويل والشكوى وبعد ان خرجت عشرات الاحزاب والقوى السياسية والجماعات والمنظمات والتنظيمات ، بخلاف المؤتمر الوطني ، ببياناتها ومطالبها الرافضة للوضع الراهن الذي نكل بالمواطنين واذاقهم صنوفا من التجويع والقهر والاذلال.
* من هو الاولى بالاعتقال بروف غندور ام القيادي الشيوعي الذي اعلنها على رؤوس الاشهاد : (معركتنا مع الكيزان اصبحت صفرية ، إما أن نسحقهم او نستعد لصعود مقاصلهم)!
تلك الروح العدائية ليست غريبة على ذلك الحزب الدموي الذي عكر ، منذ مولده ، صفو الحياة السياسية وملأها بالدماء والدموع والكيد التآمر ، وليته علم أن الكيزان الذين قصد بهم حزب غندور كان يقيم إبان فترة حكمهم مؤتمره العام في قاعة الصداقة كما حدث قبل اقل من عامين من سقوط حكومة الانقاذ ، ولم يصعد كباره الى المقاصل التي نصبوها في بيت الضيافة لعشرات من ضباط وجنود القوات المسلحة عقب فشل انقلابهم المشؤوم على الرئيس نميري او في مذابح الجزيرة ابا وودنوباوي.
ليت ذلك الاحمق يسال نفسه الم يكن الشهيد احمد الخير ، ايقونة ثورة ديسمبر ، من الكيزان الذين تشن الحرب عليهم وتتوعدهم بالسحق والسحل والقتل؟! كم قدمتم ايها الشيوعيون من الشهداء في ثورة ديسمبر التي اختطفتموها كما ظللتم تفعلون مع كل الثورات والهبات الجماهيرية منذ ثورة اكتوبر (1964) التي سطوتم عليها عبر حكومة جبهة الهيئات ، وكررتموها الآن من خلال واجهاتكم الشيوعية الشيطانية؟!
لقد بلغت الفهلوة ان يسجن قادة حزب المؤتمر الشعبي الذي ينتمي اليه شهيد الثورة الاشهر احمد الخير بينما تسيطرون وتتربعون اليوم على السلطة انتم الذين لم تقدموا شهيدا واحدا ولا جريحا فمن تراه المسؤول عن ذلك اللامعقول؟!

يا لكم ايها الشيوعيون من مغرورين رغم ضعفكم الذي بان خلال كل الانتخابات السابقة.. يا لكم من اغبياء يا من تتوعدون بالسحق اخوان الشهداء علي عبدالفتاح ومعز عبادي ومعاوية ، سكران الجنة والجنا المكحل بالشطة اللواء عبدالمنعم الطاهر ممن شهدت لهم الادغال والاحراش والذين تعلمون انهم قادرون ، لو سمحت لهم قيادتهم ، على اكتساحكم في ساعة من النهار يا رفاق (درشونا والبنوت نيام) !
من هو الإجدر بالاعتقال.. بروف غندور ام حمدوك الذي اقسم بالله مطمئنا أنه افشل واعجز رئيس وزراء في تاريخ السودان منذ الاستقلال ..دعكم من فشله في ادارة الدولة التي جعل منها مسخرة يتندر بمضحكاتها المبكيات وبافعالها المنكرات العالم اجمع ، بعد ان اجاع شعبها واذله وقهره ، دعكم من ذلك كله وتأملوا في ارتهانه لقيادته في المنظمة الدولية وللاستعماري البريطاني عرفان صديق وطلبه من مجلس الإمن اخضاع السودان وشعبه للوصاية الدولية مكررا سيرة سيء الذكر الافغاني كرزاي مما لم يسبق لاحد قبله أن فعله في السودان؟!
* من هو الاولى بالاعتقال غندور ام المسكين الساقط في اختبار الاخلاق والمهنية فيصل محمد صالح ، ذلك الذي خان وتنكر لما ظل يشرخ به حلقومه حين كان يصرخ ليل نهار عبر الفضائيات مناديا بالحريات التي داسها اليوم تحت قدميه تنكيلا بالصحافة وتكميما للافواه ، بعد ان اخضع إعلام السودان وفضائياته واذاعاته لاجندة الحزب الشيوعي ولتخرصات واباطيل الزنديق الضال المضل محمود محمد طه؟!
*من هو الاولى بالاعتقال غندور ام أكرم وهل احتاج الى الحديث عن جلايط وغرائب وعجائب ذلك الجهلول الذي يكفي تعيينه وزيرا للصحة لفضح هزال تلك الحكومة الفاشلة والتي لم يشهد السودان لها مثيلا في تاريخه الطويل؟!
* لو كانوا عقلاء وتهمهم مصلحة الوطن لاستعطفوا بروف غندور وجلسوا بين يديه و(حنسوه) ليشغل لهم منصب رئيس الوزراء بدلا من حمدوكهم العاجز او ليشغل منصب وزير الخارجية بدلا من اسماء او عمر قمر الدين الذي لطالما حارب بلاده وشعبه تضييقا وحصارا وعقوبات امريكية من خلال منظمة (كفاية) التي عمل منسقا لها تحت إمرة اعداء السودان كلوني وبرندر قاست ، فهم يعلمون قدراته وسيرته الباذخة بما فيها مدير جامعة الخرطوم ووكيلها كما يعلمون اداءه كوزير للخارجية اعاد للناس سيرة العظماء امثال المحجوب واحمد خير ولكن (مرمي الله ما بترفع)!
معلوم أنه مما تقرر منذ اجازة الاعلان السياسي قبل اجازة الوثيقة الدستورية ، واعلن على الملأ أن حل حزب المؤتمر الوطني لا يعني حرمان منتسبيه من ممارسة العمل السياسي ، ولكن متى كان حزب السحق والسحل والقتل يعرف غير الدماء والخراب والدمار والطغيان ، ثم من يملك ان يمنع المؤتمر الوطني او غيره من ممارسة حقهم الدستوري في التعبير ، وهل رضي الشيوعيون قديما من حل حزبهم ، بل هل نسي اليسار العريض ببعثييه المنقادين للحزب الشيوعي ما حدث في العراق جراء قرارت اجتثاث حزب البعث؟!
*ليت عمر الدقير المستسلم بصورة مهينة للحزب الشيوعي يشهد بانني انتصرت له ودافعت عنه بالكتابة ايام اعتقاله ابان النظام السابق كما انتصر اليوم لغندور حتى يعلم الجميع أننا ننصر المظلوم ايا كان ولا تأخذنا في ذلك لومة لائم ، ولكن هل يفعلها الدقير وغيره ممن كنا نظنهم من الأخيار ام انه على قدر اهل العزم تإتي العزائم؟!

* للاسف الشديد ، فقد اختلط الحابل بالنابل في بلادنا المأزومة ، لدرجة ان تخرج تظاهرة حاشدة في قلب الخرطوم في الثلاثين من يونيو الماضي تمجد جيش احدى الحركات المسلحة بل وتنادي بتسريح القوات المسلحة السودانية!
* لا اريد ان احكي في هذه العجالة عن مؤامرة اعادة هيكلة القوات المسلحة واضعافها والتي يتولى الحزب الشيوعي مع بعض القوى المحلية والدولية كبرها ، وليس السفير الحقير عرفان صديق عن ذلك ببعيد ، ولا حملة اضعاف الجيش والشرطة بالشعارات الشيوعية البائسة : (معليش معليش ما عندنا جيش) و (كنداكة جات بوليس جرى) ولا سعيهم لاقالة مدير الشرطة لتعيين احد منسوبيهم ليكمل الناقصة في مواجهة الخصوم ، بل وسعيهم للسيطرة على الولايات بتعيين ولاة مدنيين في بلاد تضج بالتمردات والصراعات القبلية وتمتلئ بالسلاح والنزاعات الحدودية ، فذلك كله مما ينذر بانزلاق بلادنا في هاوية سحيقة لا قرار لها ولا قاع.
ذلك وغيره يحتم على الرئيس البرهان ان يوقف كل ذلك العبث فهو المسؤول امام الله وامام الشعب عن تصحيح المسار وانهاء ما يقوم به ذلك الحزب الشيطاني الذي لو ترك له الحبل على الغارب لاورد بلادنا موارد الهلاك

 

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.