إسحاق أحمد فضل الله يكتب: عناوين لها ما بعدها

بقلم / إسحاق أحمد فضل الله


وعنوان هو الحلو.
والحلو يحرص على أن تكون مطالبه مستحيلة
لأنه يناسبه أن يبقى زعيماً.
ويبقى زعيماً ليحرص البرهان على إرضائه.
ويحرص البرهان على إرضائه لأنه يريد أن يحكم جبال النوبة.
والحلو يريد أن يحكم جبال النوبة صباح السبت لتذهب أبيي إلى الجنوب مساء الأحد.
وأن يكون ذلك قبل الانتخابات…
وقبل الانتخابات لأنه لا حكومة بعدها تستطيع استرداد أبيي ولا حتى بحرب شاملة.
ومشاريع كثيرة لهدم السودان كلها يحرص الآن .. ويستعجل الآن… ليضرب ضربته قبل قيام الانتخابات… وبالتالي قبل الحكومة القادمة.
(٢)
وسد النهضة….
وسد النهضة يقوم الآن تحت غطاء كثيف من الضجيج
الضجيج حتى لا ينتبه أحد لحقيقة ما يجري.
فالسد سوف يقوم.
يقوم لأنه لا أحد في العالم يبالي بدويلات هزيلة مثل مصر والسودان.
والعالم يسكب ملياراته لبناء السد لأنه مطمئن ( العالم ما كان ليسكب ملياراته على مشروع يمكن ضربه بقنبلة واحدة لو لم يكن يعرف أنه لن تكون هناك قنابل).
ولأن المشروع يبدأه السادات( السادات عام ثمانين يكتب لبيريز ليقول إن( مصر تقدر حاجة إسرائيل لمياه النيل…).
والسيسي صنع للسد هذا.
وآبي أحمد صنع للسد هذا.
(وحرب التقراي سببها الأول والأخير هو أن آبي أحمد تنتهي فترة حكمه في أكتوبر الماضي… والحاجة أصبحت شديدة لشيء يجعل آبي أحمد يبقى… وإسرائيل تجعل آبي أحمد يستخدم شعار عبد الناصر.. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة
والشيوعي في السودان وقحت في الهروب من الانتخابات سوف يعجبون تماماً بالشعار هذا)
(٣)
وعنوان هو قوش.
والحديث الآن حديث يذهب إلى أنه … قوش والانتخابات كلاهما يطل قبل ديسمبر القادم.
قبل ديسمبر لأن الحسابات تقول إن الاقتصاد سوف يجعل الأرض تختفي من تحت أقدام قحت قبل ديسمبر
وإن القادم مع الانتخابات هو الإسلاميون… بأسلوب جديد… وخلفية جديدة.
والأسلوب الجديد هو( صف) إسلامي جديد ليس فيه من القدامى أحد.
وقوش يأتي ضامناً مزدوجاً.
ضامناً لأمريكا عند الإسلاميين.
وضامناً للإسلاميين عند أمريكا.
وأمريكا التي تغسل آثار ترامب تصنع( وتعيد إيقاظ) مجموعة الأزمات الأمريكية في المنطقة.
وفي المنطقة… السودان.
وفي السودان قوش…
والعام الماضي كانت الإمارات تطلب قوش من مصر… ومصر ترفض لسبب له ذيول طويلة
والعام هذا قحت تجلس عند السيسي
وتطلب تسليمها قوش.
والسيسي… في إجابة يستحقها الطلب هذا… يقول للوفد إنه لا وجود لقوش في مصر.
يعني أفهموا.
ومن الفهم أن أمريكا والغرب الذين يطلبون استقرار السودان يجدون أن كل الجهات السياسية في السودان هم أطفال يلعبون.
وأن الإسلاميين وحدهم هم الحزب الذي له صفات الدولة.
عندها… كان لا بد من وسيط.. وسيط بين الغرب وبين الإسلاميين… وبين من يريدون استقرار السودان بواسطة شخص قدم نموذجاً يعرفونه.
وكان قوش.
يبقى أن جهات وجهات تعرف ما يجري.
وما (سوف) يجري وتقارب الإسلاميين.
وتشعر أن الأمر قريب من قريب.
وهكذا… بعض من يشعر… يسبق الانتخابات والتحول الكامل… بالتفاهم.
وبعض من يشعر يفعل ما يفعل الحلو
ويسابق وقوع ما سوف يقع
ويريد أن يخطف ويجري.
مثلما يريد الحلو خطف أبيي
وما نحكيه هو خيط واحد من النسيج الواسع… الواسع….

المصدر : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.