الرئيس كيندي والرئيس عبود

(هكذا كنا سادة وعزة وكرامة كنا نعطي بلا من ولا أذى ولا نأخذ ولا نتسول على موائد الاخرين) ..

صديقنا السوداني من أصل هندي والأمدرماني القح شاندو، لم ينفك من اتحافي بين الحين والآخر ببعض مطالعاته في مختلف الشؤون سواء من الكتب والاصدارات أو الاعلام العالمي، فالرجل متابع جيد للصحف السودانية والعالمية وكذلك الفضائيات والاذاعات محلييها وعالمييها، ورفدني هذه المرة بحكاية عن الرئيس السوداني ابراهيم عبود مع الرئيس الأمريكي جون كيندي حسبما جاءت في مذكرات زوجته جاكلين، ويقول شاندو أن جاكلين كيندي ذكرت في مذكراتها قائلة: (عندما يأتينا رئيس من دولة إفريقية يجلس إليه جون كيندي، وبعد المقابلة المراسمية البروتوكولية يدفع الرئيس الإفريقي بورقة مطالب للرئيس الأمريكي وبعدها يتم النقاش مباشرة في كيفية تلبية تلك المطالب، ولكننا دهشنا عندما زار البيت الأبيض احد قادة إفريقيا الجدد وهو إبراهيم عبود رئيس السودان، فبعد المقابلة المراسمية البروتوكولية تململ كينيدي واعتدل في جلسته وتوتر وبدأ يحرك في يديه، كل ذلك في انتظار ورقة المطالب المعهودة، لكنها لم تظهر وعندما يئس كيندي وجه سؤالاً مباشراً للرئيس عبود قائلاً: أليس لديك ورقة مطالب فقال له الرئيس عبود: لا ليس لدي ورقة مطالب وإنما جئت إلى هنا لأقدم لأمريكا وليس لآخذ منها جئت هنا سيادة الرئيس طالباً صداقتكم فقط وبلدي كفيل بأن يدعم أمريكا في شتى المجالات، وبعد يوم فقط من مقابله الرئيس عبود جمع الرئيس كيندي عددا من معاونيه وطلب منهم أن يزودوه بتقرير كامل وشامل عن البلد الذي يسمى السودان وبالفعل تم تجهيز تقرير كامل متكامل عن السودان، موقعه قبائله مستقبله إمكانياته …. الخ، وفي اقرب جلسة للكونغرس الأمريكي خاطب أعضائه قائلاً (وكانت خريطة السودان معروضة في الجلسة) هل تعرفون هذا البلد؟فلم يتعرف عليه سوى نذر قليل من النواب، فقال لهم : إني أخاف عليكم من هذا البلد وليس الاتحاد السوفيتي أو الصين أو كوبا، هذا هو السودان الذي يحتوي على موارد متنوعة لا مثيل لها في أي دولة في العالم (انتهى كلام جاكلين كيندي)،وبقي تعليق شاندو الذي جاء فيه (هكذا كنا سادة وعزة وكرامة كنا نعطي بلا من ولا أذى ولا نأخذ ولا نتسول على موائد الاخرين) ..
وهذه نبذة مختصرة عن هذا الرئيس السوداني الأسبق.. إبراهيم عبود (1900 – 1983م). رئيس جمهورية السودان ورئيس الوزراء السوداني للفترة (1958-1964م)،ولد عام 1900 بشرقي السودان، تخرج في كلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليًا) عام 1917م،ثم التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام 1918م،عمل بسلاح قسم الأشغال العسكرية بالجيش المصري حتى انسحاب القوات المصرية في عام 1924م،حيث انضم إلى قوة دفاع السودان،عمل في سلاح خدمة السودان وفرقة العرب الشرقية وفرقة البيادة، عين قمنداناً لسلاح خدمة السودان عند السودنة ثم ترقى إلى رتبة أميرالاي عام 1951م.نقل إلى رئاسة قوة الدفاع كأركان حرب ثم ترقى إلى منصب نائب القائد العام عام 1954م.قاد أول انقلاب عسكري بالسودان في نوفمبر 1958م وكان انقلابه في الحقيقة استلاماً للسلطة من رئيس وزرائها آنذاك عبد الله خليل عندما تفاقمت الخلافات بين الأحزاب السودانية داخل نفسها وفيما بينها، وقد كانت خطوة تسليم رئيس الوزراء السلطة للجيش تعبيراً عن خلافات داخل حزبه، وخلافات مع أحزاب أخرى، أطاحت به ثورة أكتوبر الشعبية 1964م، وقد استجاب لضغط الجماهير بتسليم السلطة للحكومة الانتقالية التي كونتها جبهة الهيئات. توفي عام 1983..
بشفافية – حيدر المكاشفي
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.