عثمان ميرغني : سؤال الرئيس السيسي..
حديث المدينة
رئيس الجارة الشقيقة مصر، السيد عبد الفتاح السيسي وفي حديث نقله الإعلام، سأل بصورة مباشرة ( ما زرعوش ليه؟؟؟).. والسؤال جاء في سياق حديثه عن (دولة جارة لنا وأشقاء يملكون 200 مليون فدان صالحة للزراعة).. وقال السيسي أن دولة أوكرانيا مساحتها لا تتعدى 600 ألف كيلومتر مربع، ومع ذلك تنتج 60 مليون طن من القمح..
صحيح دولة أوكرانيا على صغر مساحتها، وشح ظهورها في الإعلام قبل الحرب، لم يكن أحد يعلم أن انشغالها بالحرب سيجر العالم كله الى تخوم مجاعة كبرى.. فقد اتضح أن أصغر الدول مساحة هي التي توفر الغذاء للعالم، مثل هولندا التي توفر للعالم كله منتجات الألبان المختلفة.. وهي دولة لا تزيد عن محلية أم بدة.
نعود لسؤال الرئيس السيسي ” ما زرعوش ليه؟” والسؤال للذين يملكون 200 مليون فدان من أخصب الأراضي وتجري من تحتها الأنهار ومن فوقها الأمطار.. وتقع هذه الدولة – التي هي نحن – في أفضل موقع جغرافي يوفر لها أسهل تسويق للقارة الأفريقية ودول الخليج وعبر البحر الأحمر لكل بقاع الدنيا.. ومع ذلك هذه الدولة – التي هي نحن – خبر وصول باخرة قمح أمريكية يقطف مانشيتات الصحافة لتفرغ شحنات القمح التي تتصدق بها الدول حتى لا يجوع شعب السودان.. الذي يملك 200 مليون فدان من أخصب الأراضي..
سؤال الرئيس السيسي موجه لمن يهمه الأمر، نريد إجابات رسمية ومتخصصة.. سؤال موجه لوزارة الزراعة ثم لجميع البروفيسورات والدكاترة وحملة الشهادات في تخصصات الزراعة المختلفة.. (ما زرعوش ليه؟؟؟)..
وسؤال الرئيس السيسي موجه أيضاً لرجال الأعمال المستثمرين في قطاع الزراعة.. وللشركات .. ولكبار المزارعين.. (ما زرعوش ليه؟؟؟)
ثم أخيراً في نهاية القائمة.. السؤال موجه لكل الشعب السوداني .. (ما زرعتوش ليه؟؟؟)
الأمم المتحدة نشرت تقريراً يقول أن 40% من سكان السودان، التي يجوع العالم كله لأنها مشغولة بالحرب في الوقت الراهن من سيتضورون جوعاً خلال الأيام والشهور القادمات.. رغم أنف الـ200 مليون فدان والأنهار والأمطار.. وبحيرات المياه الجوفية العظمى.
سؤال الرئيس السيسي مطلوب الإجابة عليه لأنه مفتاح النظر للمستقبل..
يا شعب السودان.. (مازرعتوش ليه؟؟؟)