لا تستهن بالأمر.. ما لا تعرفه حول تواريخ انتهاء صلاحية الطعام

تسبب الليستريا تشنجات وغيبوبة وإجهاضاً وعيوباً خلقية وهو ثالث سبب رئيسي لوفيات التسمم الغذائي في أميركا

يصاب البشر بعدوى الليستريا من تناول الأطعمة الملوثة بالتربة أو اللحوم غير المطبوخة جيدا أو منتجات الألبان النيئة أو غير المبسترة. ويمكن أن تسبب الليستريا تشنجات وغيبوبة وإجهاضا وعيوبا خلقية. وهو ثالث سبب رئيسي لوفيات التسمم الغذائي في الولايات المتحدة.

وأدى تفشي مرض الليستريا في فلوريدا حتى الآن إلى وفاة واحدة على الأقل، و22 حالة دخول إلى المستشفى، وسحب منتجات آيس كريم منذ يناير.

ولتجنب مخاطر الطعام غير المرئية، يفحص الناس التواريخ على عبوات الطعام.

بيد أن التمر، على سبيل المثال، ليس له علاقة تذكر بانتهاء صلاحية الطعام أو يصبح تناوله أقل أمانا.

واستخدم جيل روبرتس، أستاذ مشارك في الصحة العالمية، جامعة جنوب فلوريدا، وهو عالم ميكروبيولوجي، علم الأوبئة الجزيئي لدراسة انتشار البكتيريا في الطعام.

وأوضح روبرتس، وفق ما تناقلته وسائل إعلام، أنه يمكن لنظام تأريخ منتج يعتمد على العلم بشكل أكبر أن يسهل على الناس التمييز بين الأطعمة التي يمكنهم تناولها بأمان وتلك التي يمكن أن تكون خطرة.

أفادت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن ارتباك المستهلك حول ملصقات المنتجات من المحتمل أن يكون مسؤولا عن حوالي 20% من الطعام المهدر في المنزل، بتكلفة تقدر بنحو 161 مليار دولار أميركي سنويا.

ومن المنطقي الاعتقاد بأن ملصقات التاريخ موجودة لأسباب تتعلق بالسلامة، حيث تفرض الحكومة الفيدرالية قواعد لتضمين معلومات التغذية والمكونات على ملصقات الأطعمة.

وعلى سبيل المثال، قد يقوم منتج الأغذية بمسح المستهلكين في مجموعة التركيز لاختيار تاريخ “الاستخدام بحلول” بعد ستة أشهر من إنتاج المنتج لأن 60% من المجموعة البؤرية لم تعد تحب المذاق. وقد تلعب الشركات المصنعة الصغيرة لطعام مشابه لعبة تقليد وتضع التاريخ نفسه على منتجها.

وتقترح إحدى المجموعات الصناعية، معهد تسويق الأغذية ورابطة مصنعي البقالة، أن يضع أعضاؤها علامة على الطعام “أفضل إذا تم استخدامه من قبل” للإشارة إلى المدة التي يكون فيها الطعام آمنا للأكل، و”الاستخدام بواسطة” للإشارة إلى متى يصبح الطعام غير آمن.

لكن استخدام هذه العلامات الأكثر دقة أمر اختياري. وعلى الرغم من أن الدافع وراء التوصية هو الرغبة في تقليل هدر الطعام، إلا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان لهذا التغيير الموصى به أي تأثير.

وتوصي دراسة مشتركة أجرتها عيادة قانون وسياسة الغذاء بجامعة هارفارد ومجلس الدفاع عن الموارد الوطنية، بإلغاء التمور التي تستهدف المستهلكين، مشيرة إلى إمكانية حدوث ارتباك وإهدار.

وبدلا من ذلك، يشير البحث إلى أن المصنعين والموزعين يستخدمون تمور “الإنتاج” أو “التعبئة”، إلى جانب تمور “البيع”، التي تستهدف محلات السوبر ماركت وتجار التجزئة الآخرين. وتشير التواريخ إلى تجار التجزئة إلى مقدار الوقت الذي سيظل فيه المنتج بجودة عالية.

وتعتبر إدارة الغذاء والدواء بعض المنتجات “أطعمة قد تكون خطرة” إذا كانت لها خصائص تسمح للميكروبات بالازدهار، مثل الرطوبة ووفرة العناصر الغذائية التي تغذي الميكروبات.

وتشمل هذه الأطعمة الدجاج والحليب وشرائح الطماطم، وكلها مرتبطة بتفشي الأمراض المنقولة بالغذاء. ولكن لا يوجد فرق حاليا بين ملصق التاريخ المستخدم على هذه الأطعمة وتلك المستخدمة في العناصر الغذائية الأكثر استقرارا.

ويعد حليب الأطفال المنتج الغذائي الوحيد الذي يتم تحديد تاريخه علميا “للاستخدام في موعد أقصاه” ويتم تنظيمه من قبل الحكومة. ويجري اختباره بشكل روتيني في المعمل بحثا عن التلوث.

لكن حليب الأطفال يخضع أيضا لاختبارات التغذية لتحديد المدة التي تستغرقها العناصر الغذائية – وخاصة البروتين – لتتحلل. ولمنع سوء التغذية عند الأطفال، يشير تاريخ “الاستخدام بحلول” على حليب الأطفال إلى متى لم يعد مغذيا.

ومن السهل نسبيا قياس العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة. وتقوم إدارة الغذاء والدواء الأميركية بذلك بالفعل بانتظام. وتصدر الوكالة تحذيرات لمنتجي الأغذية عندما لا تتطابق محتويات المغذيات المدرجة في ملصقاتهم مع ما يجده مختبر إدارة الغذاء والدواء.

وتعد الدراسات الميكروبية نهجا علميا لوضع علامات ذات مغزى على التاريخ على الأطعمة. وفي المختبر، قد تتضمن الدراسة الميكروبية ترك طعام قابل للتلف يفسد وقياس كمية البكتيريا التي تنمو فيه بمرور الوقت.

ويقوم العلماء أيضا بنوع آخر من الدراسات الميكروبية من خلال مشاهدة المدة التي تستغرقها الميكروبات مثل الليستريا لتصل إلى مستويات خطيرة بعد إضافة الميكروبات إلى الطعام عمدا لمراقبة ما تفعله، مع ملاحظة تفاصيل مثل النمو في كمية البكتيريا بمرور الوقت.

ويمكن أن يؤدي تحديد العمر الافتراضي للطعام باستخدام البيانات العلمية حول كل من تغذيته وسلامته إلى تقليل الفاقد بشكل كبير وتوفير المال مع زيادة تكلفة الغذاء.

ولكن في حالة عدم وجود نظام موحد للمواعدة الغذائية، يمكن للمستهلكين الاعتماد على عيونهم وأنوفهم، واتخاذ قرار بالتخلص من الخبز الغامض أو الجبن الأخضر أو كيس السلطة ذي الرائحة الكريهة.

ويمكن للناس أيضا أن ينتبهوا جيدا إلى مواعيد الأطعمة القابلة للتلف، مثل اللحوم الباردة، التي تنمو فيها الميكروبات بسهولة.

العربية

Exit mobile version