الدعارة في الخرطوم.. حكايات أقرب للخيال!!

مجموعات (واتساب) خاصة بالداعرات تديرها أخطر قوادات الخرطوم
منازل أسر تدار كأوكار للدعارة لهذا السبب (…..)
محترفات يستخدمن (الشريحة) حتى لا ينجبن
(……) هذه أبرز الشوارع والمواقع التي تنتشر فيها الدعارة
كافيهات محددة تقدم (فتيات) للزبائن
(….) هذه أبرز الجرائم التي ارتبطت بممارسة الدعارة
الخرطوم: هاجر سليمان
كشفت تقارير لـ (الانتباهة) عن اخطر ممارسات وممرات وشوارع الدعارة والاوكار التى تمارس فيها بالعاصمة الخرطوم، ولفتت مصادر الى وجود نحو (300) فتاة بالعاصمة يمتهن ممارسة الدعارة و (القوادة) بالعاصمة، ولفتت المصادر الى وجود قروبات متخصصة لراغبى (المتعة الحرام) يتم فيها تداول وتبادل مواصفات الفتيات وارقام هواتفهن، كما ان هنالك (قوادات) يعملن بنظام (الديلفرى) وكل ذلك مقابل المال. واشارت التقارير الى ان الفتيات اللائى يحترفن المهنة هن اللائى يقع على عاتقهن عبء توفير ما يعرف بـ(الوكر) او (المطار)، واشارت المصادر الى تورط اسر فى توفير المكان لراغبى المتعة الحرام فى مقابل مبالغ مالية تساعد الاسرة فى معيشتها وتلبية احتياجاتها الاقتصادية.

أشهر قوادات الخرطوم

فى ركن قصى في المساحة الواقعة بين برج الاتصالات وكبرى المنشية بشارع النيل، كانت تجلس فتاة جميلة ترتدى زياً عادياً، وهى تجلس على كرسى وكأنها تنتظر أحداً، بينما تنتشر الكراسى كل مجموعة من الكراسى حول بائعة شاى، ولكن كانت تلك الفتاة الملقبة بـ (بت الـ….) تجلس تنتظر زبائنها المعتمدين والمعتادين الذين يعرفونها جيداً ويقومون باحضار رفاقهم اليها، فكان كل واحد منهم يذهب ويحييها بهدوء ويجلس ويبدأ السمر، ثم سرعان ما يفصح عن رغبته والمواصفات التى يريدها، فتقوم هى بعرض صور لبعض الفتيات بينهن من هن مازلن طالبات وبينهن سيدات متزوجات او منفصلات وبينهن صغيرات السن واخريات كبيرات، فالحقيقة تشير الى ان تلك الفتاة لديها مختلف الفئات من الراغبات، علماً بأن تلك الرغبة مصدرها الحاجة للمال.

تلك الفتاة التى تجلس بشارع النيل هى واحدة من اشهر واخطر (4) قوادات ينتشرن بذات منطقتها ومناطق اخرى بالخرطوم يروجن لتجارة البغاء، علماً بانه لا احد يعرف عنها شيئاً، مع الاخذ فى الاعتبار ان تلك القوادة تأتى بكامل زينتها حتى بعض النقش الذى يزين يديها وأرجلها فى بعض الاحيان.

تسليم ديلفري

ويتم الاتفاق على الفتاة التى يختارها الراغب بعد ان ينظر الى صور وتفاصيل كاملة عنها سواء كان العمر او الحالة الاجتماعية، وبعد ان يشاهد لها صوراً سواء صور من الوجه او صور لمناطق حساسة بالجسم ــ لا تمتعط عزيزي القارئ فهذا ما يحدث حقيقة ــ وبعد ان تقوم بالاتصال بالفتاة عقب موافقة الشاب وتحديد مكان الالتقاء او انها كانت فى منطقة قريبة، يقوم الرجل بدفع مبلغ مالى لـ (القوادة) ثم يذهب ويتسلم الفتاة (ديلفرى) من منطقة قريبة، وبالطبع هى من توفر المكان او يكون هنالك اتفاق محدد على المكان سواء كان شقة او منزل اسرة، وفى كلا الحالتين فإن الرجل ملزم بدفع مبلغ المكانين مع اختلاف الاسعار التى تبدأ من (5) آلاف جنيه، ومن ثم يدفع الرجل المبلغ الذى يريد للفتاة بحسب الاتفاق المبرم من قبل، علماً بأن القوادة تقوم بعرض انواع الفتيات سواء عذراوات او عزباوات وتوضح الاسعار لكل فئة.
وتبدأ معاملات دوام (سوق البغاء) فى الخرطوم فى شارع النيل تحديداً منذ الخامسة مساءً وحتى التاسعة ليلاً بتوقيت (المتعة)، وتنتهى مهمة القوادة بمجرد تسليمها الرهينة للرجل واستلامها أتعابها المالية، وبحسب المعلومات الواردة فإن اكثر من (300) من مختلف انواع النساء والفتيات امتهن البغاء ممارسة وقوادة.

مواقع وشوارع البغاء

وفى منطقة العمارات وتحديداً شارع المطار المطل على بعض المطاعم والمرافق الحيوية تنتشر هنالك تجارة البغاء، وتقف الراغبات على الرصيف فى انتظار (من يختطفها)، وفور توقف الراغب بسيارته ورفع الرهينة يتم الاتفاق على كل شيء سواء كان الثمن او المكان، وفى الغالب تقتاد الفتاة الرجل الى منزل اسرة.
ويروي أحدهم قائلاً انه عقب اتفاقه مع الرهينة ذهبا الى مكان حسب وصفها، واشارت اليه بوقف السيارة بالقرب من مبنى، وهنالك دلفا الى داخل المبنى حيث كان هنالك افراد اسرة يتناولون وجبة الغداء بينما كان الوقت على اعتاب اذان المغرب، وبعد القاء التحية دلفت مباشرة الى احدى الغرف، ليقول انه وقتها كان يشعر بالرهبة لمنظر الاسرة، ولكنها طمأنته وأخبرته بانها طريقة آمنة للدخول وامضاء وقت سوياً شريطة ان يدفع لهم مبلغ (7) آلاف جنيه عبارة عن ثمن ايجار المكان لساعة، وبالفعل عقب انتهاءه ومغادرته المنزل دفع المبلغ وغادر المكان، ويضيف انه كان يشعر بالرعب ولكنه اطمأن نسبة لانه مكان من الصعب ان يشكك فيه أحد نسبة لانه منزل اسرة.
وتضيف معلومات تحصلت عليها (الانتباهة) ان هنالك سيدات باطفالهن يقمن باستضافة راغبى المتعة الحرام داخل منازلهن، حيث يتركن اطفالهن فى غرفة بينما تخصص غرفة لراغبى المتعة الحرام بالاتفاق مع قوادة محددة او حتى بالاتفاق مع مجموعة من الطالبات، وتوفر ربة المنزل المناخ المهيأ، وعقب امضاء الوقت يدفع لها الرجل ثمن المكان، وذهبت بعض الاسر الى ان يتم توفير المكان بخدمة وبدون، وفى الحالتين لكل منهما سعر مختلف.

ممرات وشقق الدعارة

وتختلف الاماكن والطرقات، وقديماً اشتهرت شوارع بالخرطوم بتجارة البغاء، لدرجة ان كل فتاة كانت تقف بتلك الطرق حتى ان كانت بريئة كانت تصنف بانها ضمن راغبات المتعة الحرام، ولكن الآن الامر اختلف، ولكن هنالك بعض القوادات والفتيات يقمن باصطياد الزبائن ببعض الشوارع التى ينتشر فيها ذوو الدخل المرتفع والاوضاع المادية الجيدة من كبار الموظفين والمسؤولين مثل اجزاء محددة بالعمارات قبالة شارع المطار وجزء من شارع (15) وتقاطع المشتل وشارع النيل ومكان محدد بشارع (61)، بينما تنتشر الشقق والاوكار التى تمارس فيها الدعارة فى بعض الاحياء التى تنتشر فيها تجارة الشقق المفروشة، بجانب مكاتب مستأجرة مخصصة لممارسة الدعارة..
وبالنسبة للاسعار فإنها تتفاوت من منطقة لاخرى وتختلف حتى بين فئات الداعرات، وحتى فى اسلوب الممارسة حيث تتنامى معدلات الراغبين للمتعة الحرام وفق شروط محددة، وهؤلاء يقومون بدفع اموال اضافية مقابل الخدمة التى يريدونها، وتشير آخر المعلومات التى تحصلت عليها الصحيفة بأن الاسعار المتفق عليها بين الغالبية العظمى للفتيات هى مبلغ (10) آلاف جنيه للساعة ومبلغ (50) الف جنيه للمبيت ومبلغ (5) آلاف جنيه للخدمة التى تنتهى بانتهاء المشوار داخل السيارة فقط.

الابتزاز لممارسة الدعارة

وتروى احدى الفتيات الضحايا وتدعي هالة ــ وهو اسم مستعار ــ انها سقطت ضحية لعمليات ممارسة دعارة، وتشير الى انها كانت طالبة باحدى الجامعات المرموقة، وانها التقت باحد الشباب وهو ثرى ووسيم ولكنه يعانى من عقدة نفسية، وقام باصطياد تلك الجميلة وقام بتعليمها قيادة السيارة وساعدها فى استخراج رخصة القيادة، وكان يقوم بمنحها السيارة للذهاب بها الى الجامعة، وكان يمنحها مبلغاً من المال، وكان يكذب عليها بانه يرغب فى الزواج منها، ثم بعد ان اغدق عليها المال اصبح يمارس الضغط عليها بالتقاط صور لها لاماكن حساسة بجسدها، وكانت هى لا ترفض وتعامله بذات الثقة التى تركب بها سيارته الخاصة وتحت تصرفها، ثم اصبح يقوم بابتزازها وتهديدها بنشر صورها بمواقع التواصل الاجتماعى المختلفة ما لم تلب له احتياجاته بممارسة كاملة، وكانت تحاول الرفض ولكن تهديده لها كان اكبر، وفعل فعلته وتركها نهائياً، ولكن قبل ان يتركها اصبح يستغلها فى ممارسة المتعة الحرام مع اصدقائه ومعارفه ويجبرها على ذلك.

الدعارة في قروبات واتساب

وكشفت معلومات خاصة أن هنالك مجموعات تدير عدداً من قروبات الواتساب تضم (قوادات) وتقوم بادارتها (قروبيرة)، ثم تضيف اليها مجموعة طالبات جامعات معروفة ومرموقة، وتضاف اليها ايضاً سيدات متزوجات ومن مختلف الفئات، وايضاً هنالك قروبات على فيسبوك حيث تتم اضافتك للقروب، واصبح بذلك الامر سهلاً فتختار من الصور، ثم يتم الاتصال بك وتحديد موعد ومكان تذهب لتفعل ما تريد، وذهبت تلك القروبات لابعد من ذلك، حيث تشترط بعض مديرات تلك القروبات بانها سترسل لك صوراً للضحية لكامل جسدها مقابل مبلغ مالى يتم ارساله كرصيد عبر الهاتف او عبر طرق أخرى، وفى الغالب لا يزيد عن مبلغ (4) آلاف جنيه.

ورصدت المعلومات الواردة ان هنالك من بين فئات راغبى المتعة من الفتيات الصغيرات اللائى احترفن المجال عدد منهم قمن بتركيب (شريحة) حتى لا ينجبن من زبائنهن وحتى يكون الامر سهلاً.
واشارت المعلومات الواردة الى ان تجارة الدعارة اصبحت تدر اموالاً طائلة، وجعلت فتيات يتركن منازل اسرهن ليمكثن بشقق مع قوادات ليمارسن الدعارة، ورصدت (الانتباهة) عدداً من الفتيات اللائي اصبحن يمتهن الدعارة، حيث اشارت تقارير جنائية الى اختفاء احدى الفتيات من منزل اسرتها لسنوات، ولم يعثر عليها الا فى شقة بالخرطوم بعد عدة سنوات، حيث اتضح انها اصبحت تدير محلاً للدعارة بدلاً من انها كانت تتبع لاحدى القوادات.

أخطر جرائم الدعارة

كما سبق ان عثرت الشرطة على احدى الفتيات بمنطقة امبدة، بعد ان اتضح انها اختفت من منزل اسرتها ومكثت مع احدى القوادات تدير محلاً للدعارة، وعثر على الفتاة القاصر وكانت السيدة تقدمها للراغبين الذين يحضرون بالصفوف، وتدر من ورائها اموالاً طائلة،.
وروى سائق احدى المركبات انه واثناء عودته من ام درمان فى طريقه الى الخرطوم اوقفته سيدة بالقرب ، وكانت معها طفلة فى حوالى التاسعة او العاشرة من العمر، وكان قصده ان يوصل السيدة نسبة لتأخر الوقت، ولكن السيدة عرضت عليه نفسها ولكنه رفض، وقال انه فوجئ بانها تعرض عليه طفلتها التى كانت تجلس بجوارها، ولكنه كان مندهشاً ورفض طلبها وانزلهما بالقرب من احد المواقع، ولم يتمكن من التخلص منهما الا بعد ان منح الام مبلغاً من المال فهبطت من السيارة على مضض.

فى احد الفنادق الشهيرة التى اغلقت بوسط الخرطوم وقبل نحو تسعة اعوام وقعت جريمة داخل الفندق، حيث عثر على طفلة فى الرابعة من العمر متوفية فى ظروف غامضة، وكان حجم الطفلة كحجم طفلة فى العاشرة من العمر، وبالتحرى اتضح ان والدة الطفلة كانت تستغلها فى ممارسة الرذيلة، مما كان سبباً فى وفاة الطفلة. وهربت الام عقب وفاة الطفلة تاركة جثتها ليكتشفها عمال الفندق وبسبب الحادث اغلق الفندق نهائياً.
كما اشارت المعلومات الواردة الى ان هنالك كافيهات محددة بمناطق بالخرطوم تقدم فتيات لزبائنها، فيتفقن مع الزبائن على ممارسة الدعارة، وهؤلاء الفتيات عقب عودتهن يدفعن لاصحاب تلك الكافيهات جزءاً من العائد.

صدور عقوبات رادعة

ويرى الخبير القانونى مجاهد عثمان المحامى ان الفترة الاخيرة شهدت انتشاراً مكثفاً لتجارة البغاء والدعارة بالخرطوم، واصبحت لديها تطبيقات على فيسبوك، وسبق ان رأيت منشوراً على فيسبوك يحوى صوراً فاضحة لفتيات سودانيات وعلى الصور ارقام الهواتف الخاصة بهن، كما انه قبل فترة تم ضبط شبكة للدعارة قوامها (11) فرداً داخل شقة بحى الفيحاء بالحاج يوسف، كما ان هنالك (8) من عناصر شبكة دعارة اخرى ادانتهم المحكمة بالسجن عامين، ويذكر ان تلك الشبكة يديرها قواد رجل وقوادة حاكمتهما المحكمة بالسجن اربع سنوات، كما ان احدى اللائى تمت ادانتهن كانت ابنة اسرة معروفة وهى طالبة وصغيرة فى العمر. ولفت مجاهد الى ان غياب شرطة النظام العام والرقابة اسهم فى انتشار الدعارة بالخرطوم، كما ان التردى الاقتصادى له دور كبير فى تنامى الظاهرة، بجانب التفكك الاسرى وعدم انتباه الاسر لابنائها وبناتها، بجانب ان مؤسسات التعليم العالى نفسها باتت لا تراقب طلابها، اضف الى ذلك ان التفاوت الطبقى اسهم فى انتشار مثل هذه الظواهر السالبة التى لا بد من معالجتها.

وشدد المحامى مجاهد على ضرورة توعية الاسر والوقوف على حاجة ابنائهم، بجانب ضرورة تشديد القوانين والعقوبات لتنبيه الاسر والحد من مثل هذه الجرائم التى تؤثر سلباً في المجتمعات.
ويقول الخبير الجنائي العميد شرطة (م) هشام عبد الله ان الظروف الاقتصادية وضعف الوازع الدينى والقوانين اسهمت فى تنامى ظاهرة الدعارة وتجارة البغاء، لافتاً الى ان شبكات الدعارة تقوم باستغلال هذه الظروف والعمل على انتشار الظاهرة، وذلك من خلال استغلالها فتيات بمختلف الفئات العمرية والاجتماعية، مشدداً على ضرورة مكافحة الظاهرة بازالة المسببات التى دعت اليها.

Exit mobile version