أشرف عبدالعزيز : كرتي والعطا …نحن هنا ولكن!!

سودافاكس ـ (الما مصدق يرصد أعمار الناس المتصورين مع كرتي في الجزيرة).

في مفاجأة داوية قال عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا، إن الجيش يعتزم توقيع اتفاق مع التيار الإسلامي لإبعاد التطرف الديني، وضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها. وتحدث العطا، السبت الماضي، أمام محفل نفرة أبناء مناطق (دار بيري) التابعة لمحلية كتم بولاية شمال دارفور، في قاعة الصداقة بالخرطوم.
وقال العطا إن الجيش “يعمل على ترسيخ الديمقراطية مع القوى السياسية النبيلة والقوى الاجتماعية المخلصة لبذر قيم التصالح والتسامي وعمل اتفاق ما مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الإسلامي”.
وأشار إلى أن الغرض من الاتفاق المرتقب (بحسب العطا) هو إبعادهم عن التطرف الديني وجلبهم للطريق المعتدل للسير مع الجميع، لضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها مجددًا.
وفي المقابل وصفت أوساط سياسية ظهور الأمين العام للحركة الإسلامية في محفل علني بالنادر والمفاجئ حيث شارك كرتي في الملتقى التنظيمي الثاني لمنظومة العمل الموحد بمنطقة “بدينة” شرق ولاية الجزيرة.
وأعتبر كرتي التغيير في العام 2019 على نظام البشير إنقلاباً ضد دولة منتخبة قادته أحزاب تتشدق بالديمقراطية. وقال علي كرتي إن تلك الأحزاب اتخذت كافة الوسائل لتشويه صورة الإسلاميين فاحدثوا تدميراً ممنهجاً لما حققته الإنقاذ دون الإضافة عليه.
وحديث العطا الذي جاء متزامناً مع ظهور كرتي جعل عقيرة المظان بشأن الاتهامات التي تتوالى في وجه العسكريين، الذين انقلبوا على حكومة الانتقال المدنية في 25 أكتوبر 2021، بالعمل على إعادة الإسلاميين للتحكم في مؤسسات الدولة بعد أن أطاحت الثورة بنظام حكمهم الذي استمر ثلاثين عامًا ، جعل هذه المظان حقيقة خاصة بعد أن أصبحت عودة السلطة المدنية قاب قوسين أو أدنى … أي ارهاب سيجنحون إليه ولذلك يجب التواصل معهم ليكفوا عنه ويعتدلون هل نسى العطا (الفيديو) الذي سرب في أعقاب انقلاب هاشم عبدالمطلب وعلاقة قيادات الاسلاميين بالانقلاب وماذا عن كل المحاولات الانقلابية الأخرى المجهضة ؟ من الواضح جداً أن الغرض من حديث العطا – الذي لم يعرف عنه أنه اسلامياً وإن قاد معركة (الميل) اربعين ليبعده الاسلاميون الى خارج البلاد لقربه من ابراهيم شمس الدين -بالرغم من كل ذلك يبدو أن الجنرال وفياً لقادته إبان الحكم الديكتاتوري وخاصة البشير أما إذا كان حديث العطا في اطار صراع المكون العسكري فالرجل خسر خسراناً مبيناً وسط قوى الثورة التي كان يحدوها الأمل بأنها الأفضل بين رصفائه لتولي مهام مستقبلية.
في المقابل ما زالت الحركة الاسلامية التي يقودها علي كرتي تتصرف كما هي قبل قرن ولا تدرك أنها فكرة ميتة عاجزة عن التواصل مع قوى المجتمع الحية من الشباب والنساء والمبدعين، ولكنها قادرة على التواصل مع الفئة الماضوية الساكنة مع ذات الافكار والرؤى فلذلك زرعها لن ينبت مرة أخرى سواء كان عبر الانقلاب أو التنافس السياسي (الما مصدق يرصد أعمار الناس المتصورين مع كرتي في الجزيرة).

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.