من التقطها أجهش بالبكاء.. أطفال منسيون في طرف الخرطوم
لا حاجة هنا للكلمات، فالكلمات مهما كانت ستبدو مكررة و(بايتة)، وممجوجة، سيفتضح عجزها في أن تعبر عن حال هؤلاء البؤساء الصغار، ومن قبلهم بؤس ذويهم وقلة حيلتهم وهوانهم على الحكومة، سنقول للصورة أن تنطق، ويكفي أن من التقط هذه الصور أجهش بالبكاء أكثر من مرة، وهي صورة لمدرسة – أو هكذا أرادوا أن تكون – في أقصى الريف الشمالي لولاية الخرطوم، وتتبع لمحلية كرري، تسمى منطقة أبو شنبلة، ومدرسة أبو شنبلة عبارة عن غرفتين من الطين، تكادان تنهاران الآن، لا شباك ولا باب ولا حنفية مياه، ولا مرحاض، الغرفتان منخورتان بفعل المطر والسنين، في مشهد كالح، يبعث على الحزن، السقف من القش وفروع الأشجار، تعشش عليه العنبكوت ومخلفات الطيور، مكتب المعلمين ليس أفضل حالا إن لم يكن أسوأ، مع كل ذلك سترى في عيون الصغار ووجوهم المُتربة، رغبة ملحة في التعليم، رغبة تعارضها كل الظروف المحيطة، ويقتلها الفقر وضيق ذات اليد، ويهزمها إهمال المسؤولين لمدرسة الشنبلة، سنترككم للصور التي دفعت صاحبها للبكاء، ولكن قبل ذلك، سنقدم سؤالين أولهما:
هل تذكرت وزيرة التربية والتعليم سعاد عبد الرازق ووزير التعليم بالولاية أمثال تلاميذ مدرسة الشنبلة وهي تعلن في حفل بهيج المتفوقين من أولاد السودان؟
والسؤال الثاني والأهم: كم من التلاميذ يعيشون ما يعيشه تلاميذ الشنبلة؟
اليوم التالي