اختراع جوارديولا.. هل تستمر خدعة أنشيلوتي في نهائي الأبطال؟

يبحث ريال مدريد بقوة عن اللقب 15 في دوري أبطال أوروبا عندما يواجه بوروسيا دورتموند مطلع الشهر المقبل في نهائي البطولة على ملعب “ويمبلي”.

ولم يحقق ريال مدريد أي لقب في دوري أبطال أوروبا خلال القرن الحالي من دون وجود مهاجم صريح، لكن في النسخة الحالية وعلى غير العادة بلغ الملكي نهائي البطولة دون الاعتماد على رأس حربة في تشكيله الأساسي.

سبق العبقري الإسباني بيب جوارديولا كل المدربين في زمنه وما قبله، بابتكار حيلة المهاجم الوهمي، التي كانت من ركائز تكتيك برشلونة في عصره الذهبي.

ورغم المحاولات المضنية لتقليد جوارديولا أخفق كثير من المدربين في اتباع النهج نفسه، ولم يقترب من تطبيق الفكرة بنجاح سوى عدد قليل للغاية، أبرزهم توماس توخيل في فترته مع تشيلسي، حين وظف كاي هافيرتز في هذا الدور.

ولم يكن النجاح سيعرف طريقه لخطة المهاجم الوهمي من دون عبقري آخر: ليونيل ميسي، الذي أبدع في تنفيذها، فمنح هذا المركز بريقا فريدا، بموهبته الاستثنائية ومهارته الفائقة، التي لا يضاهيها أحد.

غياب بنزيما

لجأ جوارديولا إلى خطة المهاجم الوهمي باختياره، لأنه كان يملك في الفريق مهاجما كبيرا بحجم زلاتان إبراهيموفيتش، لكنه فضل وضع النجم السويدي في الجناح أو على مقاعد البدلاء، من أجل الرهان على ميسي في هذا المركز المبتكر.

على عكس ذلك، لم يكن كارلو أنشيلوتي من أنصار المهاجم الوهمي، لكنه أجبر على ذلك مطلع الموسم الحالي، بعد رحيل المخضرم كريم بنزيما في الصيف الماضي، دون تعويضه باسم كبير.

وهنا كان على المدرب الإيطالي أن يبتكر خطة طوارئ تتناسب وقائمة اللاعبين المتاحين لديه.

وخلال الموسم الجاري تبادل الثلاثي الأكثر مشاركة في هجوم ريال مدريد: رودريجو جويس وفينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام، تقمص دور المهاجم الوهمي في خطة أنشيلوتي.

وعلى سبيل المثال كان بيلينجهام يتقدم أحيانا من وسط الملعب ليقتحم منطقة جزاء المنافس منتظرا كرة عرضية من الظهيرين، كي يقابلها برأسه كمهاجم صريح.

وعندما يتحرك بيلينجهام إلى أحد الأجنحة، فإن واحد من فينيسيوس أو رودريجو يتحول مباشرة إلى مهاجم وهمي تاركا الخط صوب عمق الملعب.

ومع نجاحها طوال الموسم، فلا شك أن الميرنجي سيطبقها مرة أخرى في موقعة بوروسيا دورتموند، السبت المقبل.

لمحة خوسيلو

يعد خوسيلو المهاجم الصريح الوحيد في قائمة ريال مدريد، ورغم أنه لا يبدو ذلك الاسم الكبير الذي يفرض نفسه على التشكيل الأساسي، يجيد أنشيلوتي استغلاله، إذا فقد الفريق سبيله لمرمى المنافس.

ولطالما لجأ أنشيلوتي إلى خوسيلو في الأوقات الحرجة، خاصة عندما يتطلب الأمر الدفع برأس حربة تقليدي، ولم يخيب اللاعب الإسباني ظن مدربه أبدا.

لقد لعب خوسيلو الدور الرئيسي في عبور ريال مدريد لعقبة بايرن ميونخ في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن ثم قد يحصل على دور مماثل ضد دورتموند، لكن سيكون ذلك في الشوط الثاني إذا تعثر الميرنجي في نيل غايته من المباراة مبكرا.

نهاية المغامرة
مهما بلغ نجاح خطة المهاجم الوهمي أعلى الدرجات في الموسم الحالي، فمن غير المتوقع استمرارها مع ريال مدريد في الموسم المقبل، لا سيما أن الملكي قريب من الإعلان عن التعاقد مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، كما ينتظر قدوم المهاجم البرازيلي إندريك، وهما خياران سيفرضان على أنشيلوتي البحث عن خطة جديدة في الموسم المقبل.

موقع كوورة


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.