(قايلهنم مواطنين.. أكان طلعوا دعاااامة)!
(قايلهنم مواطنين.. أكان طلعوا دعاااامة)!
قد استوقفتني، العبارة أعلاه، حينما تفوّه بها طفلٌ سوداني صغير، كان بطل (فيديو) تم بثّه من داخل ولاية الجزيرة المنكوبة.
▪️مصور التسجيل، سأل الطفل: (الدعامة قالوا جوكم في الحلة؟)، فرد الصغير، بتلقائية: (مافي الحلة جونا جوّه البيت، ونحن قايلنهم مواطنين، أكان طلعوا دعامة).
▪️هذا الرد يلخص ما هي حقيقة الجنجويد، ويلخص كيف تتكوّن المواقف الفطرية، التي لم تتعرض لموازنات السياسة، أو أن تحسب حساباً لرضى دوائر بعينها، أو (سفارات) ربما ترصد المواقف وترتب بموجبها (الظروف).
▪️(الظروف) والأقواس ليس تجنياً على أحدٍ، بقدر ما هي احتمال سيظل قائماً، طالما تماهى (البعض) مع أحكام مشوهة، أو إن شئت (معلبة وجاهزة) تحاول أن توصف ماهية (الجنجويد)، بما يتعارض مع التفكير السليم، بل وتصر وتلح على أن تضمن لهم مكاناً في مستقبل السودان.!!
▪️موقف فطري مبرأ من الدنس وشبهة (اللولوة والفهلوة) التي يظن أغلبية المشتغلين بالسياسة أنها من متطلبات أن تكون سياسياً ذا قيمة.
▪️والفطرة السليمة تعني فيما تعني، الاستعداد الدائم للحكم والتمييز بين الحق والباطل، هذه القُدرة التي يفقدها (البعض)، لأنّ الأحكام عندهم تتأثر بعوامل خارجية.!!
▪️فرقٌ كبيرٌ بين (المواطنين) وبين الدعامة، أشار إليه هذا البطل الصغير، ولا أعتقد أنه سيصنف عند بعض (المحايدين)، بأنه (بلبوسي) أو حتى (فلول)، فبطلنا الصغير قال مقالته وفق ملاحظته الصافية، ومفادها (إن الدعامة شرٌ)، وإن تواجدهم في قريته (سبب في هلع الناس)، حتى أعتقد أن المواطنين قد يضطرون إلى اللجوء لمنزله، لأن فيه الأمان حسب معتقده، (الفطري)، فإذا بالمقتحمين ليس مواطنين، بل المقتحمون دعامة.!!
▪️وفيما يبدو أنّ الصغير أبدى استغرابه من تواجد الدعامة داخل منزله الأمان، وإذا بأحد الدعامة يسكته قائلاً: (اب حس ماكن روق ساكت)، (فيديو) قد يستغله البعض للضحك والترويح عن النفس، ولكنه في الواقع هو أعمق أثراً وأصدق خبراً.
▪️يا ليت يتعلم (البعض) من هذا التسجيل، ويأخذون الحكمة من هكذا، فطرة سليمة، ولو كان هذا ممكناً، لكان في الإمكان أن نعمل كلنا من أجل بقاء دولتنا، ولفهمنا أبعاد التّآمر على وحدتنا وأمننا وإمكانية أن نتقدم.
حيدر التوم