تسريبات خطيرة: كيف تحكمت وكالة أمريكية بشبكات التواصل السودانية لدعم حمدوك؟

سودافاكس – كشفت تحقيقات حديثة نشرتها مدونة “المخالفون العالميون”، بقيادة الصحفي البريطاني كيت كلارنبرج، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بالدور الخفي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في دعم حكومة عبدالله حمدوك الانتقالية بالسودان عام 2019، من خلال التعاقد سراً مع شركة بريطانية مثيرة للجدل تُدعى “فالنت بروجكتس” (Valent Projects).

عمليات مراقبة إلكترونية واستهداف للمعارضين

وبحسب التسريبات، لم تقتصر مهام شركة فالنت على مكافحة المعلومات المضللة كما هو معلن، بل توسعت لتشمل مراقبة وتحليل المحتوى الرقمي، واستهداف المعارضين السياسيين على منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة للحد من الأصوات الرافضة لحكومة حمدوك التي تولّت السلطة بعد الإطاحة بعمر البشير في أبريل 2019.

حملات دعائية لترسيخ حكومة انتقالية مدعومة أمريكيًا

وأظهرت وثائق مسرّبة من الوكالة الأمريكية أن مكتب خدمات الانتقال (OTI) نسق عن قرب مع الوزارات السودانية، وأسس مكاتب إعلامية في عدد من الولايات، بحجة “مكافحة التضليل الإعلامي”، بينما كان الهدف الفعلي هو دعم المصالح الأمريكية وترسيخ حكومة حمدوك الهشة.

تمويل غامض يثير الشكوك

التحقيق أشار إلى أن شركة فالنت حصلت على أكثر من مليون دولار من مكتب OTI مقابل خدماتها الإعلامية، إلا أن هذه الأموال لم تُدرج في السجلات المالية الرسمية للشركة البريطانية، ما يفتح باب التساؤلات حول شفافية التمويل ومشروعية الأنشطة المنفذة.

تنسيق وثيق مع حكومة انتقالية ضعيفة

نفّذ مكتب OTI أنشطته الإعلامية والدعائية بالتعاون مع الوزارات السودانية، مستهدفاً تعزيز صورة الحكومة الانتقالية ومهاجمة المعارضة الإلكترونية حتى سقوط حكومة حمدوك في أكتوبر 2021، وسط اتهامات بالفساد والقمع وانتهاك حرية الإعلام.

فيسبوك يحذف شبكة سودانية ضخمة بتقارير من فالنت

وفي يونيو 2021، أعلنت شركة Meta عن حذف شبكة واسعة تضم عشرات الحسابات والصفحات والمجموعات على فيسبوك وإنستغرام في السودان، بناءً على معلومات قدمتها شركة فالنت. وقد قُدرت الشبكة بأنها كانت تصل إلى أكثر من 6 ملايين متابع.

معارضون: استُهدفنا بسبب انتقادنا لحكومة حمدوك

في المقابل، نفى مدراء الصفحات السودانية التي طالتها الحملة أي تورط في سلوك ضار أو ممارسات مضللة، مؤكدين أن نشاطهم كان يهدف فقط لانتقاد أداء الحكومة الانتقالية، التي وصفوها بأنها قمعية وفاشلة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

انهيار حكومة حمدوك وسط اتهامات أمريكية بالضلوع في القمع

انهارت حكومة السودان المدعومة أمريكياً في أكتوبر 2021، بعد فترة قصيرة من الحكم، وسط اتهامات بالفساد المالي والإداري، وقمع المعارضة، وفرض قيود صارمة على الإعلام والرأي العام.

فالنت.. شركة بواجهة إعلامية وأجندة استخباراتية

وتُظهر خلفية الرئيس التنفيذي لشركة فالنت، أميل خان، علاقات مثيرة للجدل، إذ سبق له العمل في حملات دعائية خلال الحرب السورية بدعم من وكالات استخباراتية غربية مثل CIA و MI6، مما يعزز الشكوك حول طبيعة أنشطة شركته في السودان.

استراتيجية مكررة من السودان إلى أوكرانيا

وفق التحقيق، استُخدمت نفس التكتيكات الدعائية لاحقاً في أوكرانيا، حيث تعاونت شركة فالنت مع وزارة الدفاع البريطانية لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، في نموذج مماثل لما جرى تطبيقه في السودان.

من يتحكم في الرأي العام السوداني؟

تثير هذه التسريبات مخاوف جدية بشأن استقلال القرار السوداني، خاصة مع الاعتماد المكثف على شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة رئيسية لتشكيل الرأي العام في البلاد.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.