أم سورية تروي تفاصيل تهريبها من السودان الى مصر وتقول : قنابل بشار كانت أهون من هذا الطريق

“أعتقد أنني كنت سأفضل المكوث في سوريا والتعامل مع القنابل لو علمت ما سيحدث لي لاحقا”
جاء ذلك على لسان اللاجئة السورية لين البعاج التي سردت لصحيفة الإندبندنت معاناتها في رحلة هروبها مع أبنائها من السودان إلى مصر.

تحقيق الصحيفة البريطانية يحمل عنوان “طريق الموت، رحلة أم سورية شابة من السودان إلى مصر”

وانفردت مصر العربية في سبتمبر الماضي بتحقيق استقصائي تحت عنوان ” بالفيديو.. معبر الموت”.. طريق السوريين لدخول مصر عبر السودان”.

وركبت لين مع أطفالها في جانب شاحنة مسرعة، واضطرت لربطهم بحبل خشية سقوطهم.

وبلغ عدد الأشخاص داخل الشاحنة 21 بينهم 7 أطفال، في رحلة صحراوية غير مأمونة العواقب من السودان إلى مصر.

لين، 25 عاما، والتي لا زال زوجها محاصرا في سوريا خاضت تلك الرحلة الغادرة بصحبة أبنائها هالة، 10 سنوات، وعبد الله، 9 سنوات، وعمر، 4 سنوات.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن المرأة التي تعمل معلمة في مدرسة مستقبلنا بالقاهرة قولها: “المجئ إلى مصر من السودان كان تجربة سيئة، أعتقد أنني كنت سأفضل المكوث في سوريا والتعامل مع القنابل لو علمت ما سيحدث لي لاحقا”.

وكانت لين غادرت مسقط رأسها في حمص للانضمام إلى والديها في مصر، بعد أن رأت أنه لا شيء يدعوها للبقاء داخل سوريا.

واتصلت بشبكة تهريب بشر عبر تطبيق “واتس آب”، حيث رتب لها والدها رحلة من السودان التي لا تتطلب الدخول إليها تأشيرات مسبقة بالنسبة للسوريين.

قصة لين البعاج تلقي الضوء على طريق ليس معروفا بالشكل الكافي رغم أنه بات مألوفا بالنسبة للسوريين الذين يهربون من ويلات الحرب.

ثمة حوالي 117000 لاجئ سوري مسجلين في مصر، بالرغم من أن بعض التقديرات تشير إلى أن الرقم الحقيقي يبلغ ضعف ذلك.

حوالي 60 % بين 15740 سوري في مصر مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين عام 2016، جاءوا برا من السودان.

الطريق يستخدمه أيضا العديد من المهاجرين بجنوب الصحراء الكبرى، لا سيما الإريتريين.

وبعد هروبها من دمشق إلى العاصمة السودانية الخرطوم، التقت لين وأطفالها ومجموعة من اللاجئين والمهاجرين من كافة الأعمار مع عصابة التهريب، وسافروا نحو بور سودان، مما تطلب المرور على 3 نقاط تفتيش.

وتتذكر لين تفاصيل الرحلة: “لقد كان أمرا مروعا، حيث صرخ فينا المهربون وأمرونا بعدم فتح ستائر الميني باص لعدم ملاحظة الشرطة ذلك”.

وتم إنزال المجموعة داخل منزل ببور سودان، حيث انضم اليهم المزيد من اللاجئين والمهاجرين.

وفي المساء، تم وضعهم في شاحنة اتجهت بهم صوب الصحراء.

واستطردت لين: “كنا مرعوبين، إنه طريق خطير جدا، فهم يقودون بسرعة رهيبة، تجعل سقوط الأطفال على متنها سهلا، لقد جلست على جانب الشاحنة، واعتقدت أنني قد أسقط في أي لحظة، ولو حدث ذلك، لن ينقذني أحد”.

وأردفت: “كانت من الممكن أن تمسك السلطات بي، أو تطلق علي النيران، لقد سمعنا صوت إطلاق نار في نقطة تفتيش”.

وتشتهر المناطق الصحراوية بشمال السودان بانعدام القانون.

ولا يتعين على المهاجرين مجرد التأقلم مع مهربين عدوانيين، لكن ثمة مخاطر قطاع الطرق والضباط الفاسدين.

وتطرق تحقيق “مصر العربية إلى مأساة السوري أبو ناجي( اسم مستعار) الذي ظل أربعة أيام يبحث عن جثة والدته البالغ عمرها 74 عاما في مبردات أربع مستشفيات في مدينتي أسوان و مرسى علم وأسوان دون جدوى، حتى أبلغته مستشفى حكومي في مرسى علم عن وجود جثة والدته التي لقيت مصرعها مع 10 سوريين آخرين في انقلاب سيارة ربع نقل كانت تهربهم بشكل غير شرعي من السودان التي لا تضع شروط لاستقبال السوريين الى مصر في طريق أصبح الملاذ الأخير لآلاف السوريين لدخول مصر أخيرا رغم أنه طريق وعر وصعب وقاتل.

وأبو ناجي هو اسم مستعار لرجل سوري خمسيني اضطرت والدته لسلك طريق السودان لدخول مصر التي تشترط الآن دخول السوريين أراضيها بتأشيرة تصدر بعد موافقة أمنية يٌفترض أن تصدر مجانًا إلا أن سعر صدورها بشكل غير رسمي 3 آلاف دولار أميركي وهو ما لا يستطيع الغالبية العظمى للسوريين دفعه.

وبحسب سوريين تحدثوا مع “مصر العربية”، يفضل السوريون الانتقال لمصر وعدم البقاء في السودان لثلاثة أسباب أولها متعلق برغبة البعض بلم الشمل مع عائلاتهم في مصر، ثانيا متعلق بأن مصر سوق اقتصادي أكثر رواجا من السودان، وثالثهم أن البعض قد يفكر أن تكون مصر محطة قبل الانطلاق بحرا لأوروبا.

ويقول مهرب سوداني تحدث لـ”مصر العربية” عبر تطبيق الواتس آب إنه يهرب 30 سوريا على الأقل يوميا في هذا “الطريق الوعر”.


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.