دراسة : تعلم لغة جديدة يبطئ الشيخوخة ويعزز صحة الدماغ

كشفت دراسة علمية واسعة أن القدرة على التحدث بلغات متعددة لا تعزز فقط الوعي الثقافي والتواصل الاجتماعي،
بل تعمل أيضاً كوسيلة وقائية فعالة تبطئ من وتيرة التدهور البيولوجي وتحمي الدماغ من آثار الشيخوخة.
وأظهرت نتائجها أن متعددي اللغات يتمتعون بمرونة معرفية وجسدية أعلى،
مما يجعلهم أقل عرضة لتسارع الشيخوخة مقارنة بمن يتحدثون لغة واحدة.
ذكاء اصطناعي لقياس العمر البيولوجي
استخدم الباحثون نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف السجلات الصحية وقياس
“الفجوة العمرية البيولوجية السلوكية”، وهي الفرق بين عمر الفرد الحقيقي وعمره البيولوجي المستنتج من مؤشراته الصحية.
وتشير القيم السلبية لهذا المؤشر إلى تراجع أبطأ في وظائف الجسم وصحة أفضل،
بينما تشير القيم الإيجابية إلى تسارع في الشيخوخة البيولوجية.
علاجات طبيعية فعالة لتخفيف التهاب الحلق
5 نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالسكري
نتائج تؤكد فعالية تعدد اللغات
أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يجيدون عدة لغات كانوا أقل عرضة بـ 2.17 مرة للشيخوخة المتسارعة،
حتى بعد احتساب العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبدنية.
كيف يحمي تعلم اللغات الدماغ؟
يوضح الدكتور أغوستين إيبانييز أن تعلم لغة جديدة ينشّط منظومة معرفية معقدة تشمل الانتباه والذاكرة والتحكم التنفيذي،
وهو ما يعزز ما يعرف بـ “الاحتياطي المعرفي” الذي يقلل من آثار التقدم في العمر على الدماغ.
وتؤكد الدكتورة لوسيا أموروسو أن فوائد تعدد اللغات تراكمية، مشيرة إلى أن كل لغة إضافية يتقنها الفرد
تزيد من قدرته على حماية دماغه من التدهور المعرفي.
دعوة لتبني المهارة ضمن برامج الصحة العامة
يرى الدكتور هيرنان هيرنانديز أن تعزيز تعلم اللغات يمثل أداة صحية فعالة ومنخفضة التكلفة
يمكن دمجها ضمن برامج الصحة العامة، إلى جانب التعليم المستمر والأنشطة الإبداعية،
خصوصاً مع ازدياد معدلات الشيخوخة عالمياً.
وتختتم الدراسة بالتأكيد على أن تعلّم لغة جديدة قد يكون أحد أفضل الاستثمارات للحفاظ على صحة الدماغ والجسم،
في عالم تتزايد فيه أعمار السكان بوتيرة سريعة.


