احذر 5 مخاطر من انخفاض الكوليسترول

لطالما ارتبط ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL) بخطر الإصابة بأمراض القلب، لكن المفاجأة التي كشفتها دراسة حديثة هي أن الانخفاض الشديد في مستوياته قد لا يكون دائمًا علامة على صحة أفضل.
بسبب إعجابه بالبقلاوة التركية أمريكي يفتتح مشروع تجاري ناجح في نيويورك
تعاون أكاديمي عربي: السودان وسوريا يعلنان خطوات عملية لتعزيز البحث العلمي
دراسة موسعة ترصد مفارقة الكوليسترول والسكري
الدراسة التي قادها فريق من جامعة “فيديريكو الثاني” في مدينة نابولي الإيطالية، شملت أكثر من 13 ألف مشارك من البالغين الأصحاء الذين لم يكن لديهم تاريخ سابق للإصابة بالسكري أو أمراض القلب. تم تتبع مستويات الكوليسترول لديهم على مدى أكثر من ست سنوات، مع تقسيمهم إلى أربع مجموعات بحسب تركيز الكوليسترول منخفض الكثافة في الدم.
النتائج كانت لافتة، إذ تبين أن الأشخاص الذين كانت مستويات LDL لديهم أقل من 84 ملجم/ديسيلتر، هم الأكثر عرضة لتطوير السكري من النوع الثاني مقارنة بالمجموعات الأخرى ذات المستويات الأعلى. وبلغ معدل الإصابة الإجمالي نحو 13% من المشاركين، إلا أن النسبة ارتفعت بوضوح لدى من يتناولون أدوية الستاتين، لتصل إلى واحد من كل خمسة تقريبًا.
العلاقة لا تتعلق بالأدوية فقط
يرى الباحثون أن الارتباط بين انخفاض الكوليسترول وارتفاع احتمال الإصابة بالسكري لا يُفسَّر بالكامل باستخدام أدوية خفض الدهون. فحتى بين الأشخاص الذين لم يتلقوا علاج الستاتين، استمر الخطر في الارتفاع عند أصحاب المستويات المنخفضة جدًا من الكوليسترول. هذا يشير إلى وجود آلية حيوية داخلية تجعل الانخفاض المفرط في الدهون الضارة يؤثر على حساسية الأنسولين أو طريقة تعامل الخلايا مع الجلوكوز.
ويُعتقد أن الكوليسترول يلعب دورًا في تكوين أغشية الخلايا وتنظيم مستقبلات الهرمونات، مما يعني أن انخفاضه الزائد قد يُحدث خللًا في قدرة الجسم على موازنة عمليات الأيض.
ماذا عن استخدام الستاتينات؟
عند تحليل البيانات التفصيلية، وُجد أن تأثير أدوية الستاتين في رفع خطر الإصابة بالسكري كان أوضح بين المشاركين ذوي الكوليسترول المرتفع جدًا في البداية. ومع ذلك، لم يُظهر التحليل الإحصائي اختلافًا كبيرًا بين مستخدمي الدواء وغير المستخدمين في الفئات الأخرى، ما يشير إلى أن دور الستاتين ليس العامل الوحيد في هذه المفارقة.
كما لاحظ الباحثون أن المرضى الذين خضعوا للعلاج لفترات طويلة أو بجرعات مرتفعة ربما يكونون أكثر عرضة لاضطرابات في توازن السكر، وهو ما يستدعي مراقبة دورية لمستويات الجلوكوز أثناء المتابعة.
قيود الدراسة وأبعادها المستقبلية
رغم دقة التصميم الإحصائي واتساع قاعدة البيانات، أقر الباحثون بوجود عوامل لم تؤخذ في الاعتبار مثل النشاط البدني، والنظام الغذائي، والعوامل الوراثية، التي يمكن أن تفسر جزئيًا اختلاف النتائج بين المشاركين. كما لم تُدرج الدراسة تحليلًا تفصيليًا للجرعات ونوع الستاتين المستخدم، مما يجعل التوصيات النهائية بحاجة إلى دراسات مستقبلية أوسع.
ويؤكد الفريق العلمي أن ما توصلوا إليه لا يعني التخلي عن علاج الكوليسترول، بل إعادة النظر في الهدف العلاجي بحيث لا يكون التركيز على خفض الأرقام فقط، بل على تحقيق التوازن بين الوقاية القلبية ومخاطر الاستقلاب السكري.
الدرس الأهم للأطباء والمرضى
يوصي الأطباء بضرورة متابعة مرضى الكوليسترول الذين يتلقون علاج الستاتين بفحوص دورية لمستويات السكر في الدم، خاصةً أولئك الذين يمتلكون تاريخًا عائليًا مع السكري. كما يُنصح بعدم المبالغة في خفض الكوليسترول بشكل مفرط لدى الأشخاص الأصحاء دون داعٍ طبي واضح.
إن فهم العلاقة بين الدهون والسكري لم يعد يُختزل في معادلة “الكوليسترول المرتفع خطر”، بل أصبح يتطلب موازنة دقيقة بين الحماية من تصلب الشرايين والحفاظ على سلامة عملية الأيض.


