السودان: تسرب امتحانات الشهادة الثانوية يحبط آلاف الطلاب

سرت موجة عارمة من الإحباط والقلق وسط آلاف الأسر السودانية، مع إقرار وزارة التعليم بتسرب أسئلة مادة علمية، في امتحان الشهادة الثانوية، وسط لغط كثيف بتسرب أسئلة مواد أخرى لم تقر بها الوزارة.
واعترفت وزارة التربية والتعليم السودانية الخميس رسمياً بتسرب أسئلة مادة الكيمياء وأعلنت إعادة الامتحان في وقت يحدد لاحقاً.
ويجلس لامتحان الشهادة السودانية المؤهل للالتحاق بالجامعات هذا العام أكثر من 500 ألف طالب وطالبة موزعين على مساقات علمية وأدبية وأخرى مهنية.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد تخصيص جهات مجهولة صفحات، ومجموعات لنشر أسئلة عدد من المواد قبل ساعات من جلوس الطلاب للإجابة عليها.
وجرى تداول ورقة الكيمياء بكل أسئلتها بكثافة قبل موعدها يوم الثلاثاء، ونشر كثيرون نسخة من الامتحان الحقيقي ونسخة آخرى أشاروا الى أنها وصلت عدد كبير من الطلاب، وعند بدء الامتحان فوجئ الطلاب بتطابقه مع الورقة المسربة.
وكانت وزارة التربية والتعليم نفت في بيان الأربعاء تسرب الامتحان وطالبت، الأسر والطلاب بعدم الانسياق وراء الشائعات.
وقال مكتب إعلام الوزارة إن “كشف امتحانات الشهادة ليس من السهولة بمكان وإن حدث ذلك فلن تُخفي الوزارة الأمر ولن تتردد وقتها في إعادتها وإلغاء المكشوفة”.
غير أن الوزارة تراجعت عن بيانها السابق الخميس، وعممت تصريحا مغايرا اعترفت فيه بكشف مادة الكيمياء.
وقالت في بيان رسمي حصلت عليه (سودان تربيون) “تابعت وزارة التربية والتعليم ما أثير من أنباء وتداول بوسائط العلام المختلفة خلال يوم 28 مارس عقب امتحان الكيمياء، وبعد المتابعة والتقصي من جهات الاختصاص بالوزارة والمعنيين بسير الامتحانات تأكدت الوزارة أن هناك تسريب لمادة الكيمياء تم بوسائل مختلفة”.
وتابع البيان: “تؤكد الوزارة حرصها على تطمين أسر أبنائنا وبناتنا الممتحنين على سلامة الامتحانات، وقررت اعادة امتحان الكيمياء في وقت سيعلن لاحقاً تحقيقاً للعدالة والتنافس الشريف”.
وأكد البيان أن الوزارة “اتخذت الإجراءات للتحقيق في الأمر وأن كافة جهات الاختصاص تلاحق الذين تسببوا في هذه الأضرار وسينالون الجزاء الحاسم”.
وقال طلاب لـ (سودان تربيون) إن مادة اللغة الإنجليزية التي جلسوا إليها الخميس أيضا جرى تسريبها في وقت مبكر من يوم الخميس قبل ساعات من موعد الامتحان وأن أسئلة الامتحان تطابقت تماما مع الورقة المتداولة.
وشهدت فترة الحكومة الحالية التي تحكم البلاد من يونيو 1989 عبر انقلاب عسكري مدعوم من الاسلاميين ثلاثة حوادث مشابهة الاولى كانت في العام 1990، عندما تسرب امتحان مادة الأحياء بعد توزيع اوراق الامتحان عن طريق الخطأ قبل الموعد.
ووقعت الحادثة الثانية بالعام 2003 عندما كشفت الامتحانات فى منطقة الطينة بولاية شمال دارفور عبر هجوم شنته حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وتمت إعادة الامتحانات بالكامل.
وكانت الحادثة الثالثة فى عام 2016 عندما تم اكتشاف عمليات غش واسعة لطلاب أجانب بأحد مراكز العاصمة الخرطوم، لكن الوزارة أكدت وقتها انها عمليات غش في مركز محدود ولم يتم تسرب الامتحانات.

سودان تربيون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.