البعثـة القطـرية لأهرامات السودان تعيد فتح هرم وتعثر على قطع أثرية بالبجراوية
تمكّن فريق الهيئة العامة للآثار والمتاحف الذي يعمل بموقع أهرامات مملكة مروي بمنطقة البجراوية بنهر النيل ضمن عمل البعثة القطرية لأهرامات السودان، من إعادة فتح غرف دفن الهرم رقم 9 الواقعة على عمق عشرة أمتار أسفل الهرم ،
وهو هرم للملك أديخالاماني ويعرف أيضاً باسم تابريك وقد حكم المملكة في الفترة من حوالي 207 الى 186 قبل الميلاد ، وتمكن الفريق من دخول غرف الدفن الثانية والثالثة مروراً بالغرفة الأولى حيث تم الكشف عن العديد من القطع الأثرية مثل الأواني الفخارية والجرار والعظام الآدمية والحيوانية والحديد والقاشاني ، هذه القطع الأثرية حسب ما ورد في مذكرات عالم الآثار الأمريكي جورج رايزنر هي جزء من المواد الأثرية التي عثر عليها أثناء أعمال التنقيب ولم يصدرها كبقية الآثار الى بوسطن وقام بتخزينها في غرف الدفن بهذا الهرم ، والآن تجري الدراسات لحماية وترميم المقبرتين 503 في المجموعة الجنوبية و9 في الاهرامات الشمالية وذلك بهدف ابقائهما مفتوحتين للزيارة ، خاطب المؤتمر الصحفي الذي عقد بالموقع يوم الثلاثاء 24 أبريل 2018 وزير السياحة الاتحادي / محمد أبوزيد مصطفى ووالي ولاية نهر النيل اللواء حقوقي حاتم الوسيلة السماني والمنسق العام للمشروع القطري صلاح الدين محمد .
انتعاش السياحة
تحدث وزير السياحة والآثار والحياة البرية مبيناً أن إعادة فتح الهرم التاسع والعثور على قطع أثرية من شأنه منح السودان بعداً سياحياً ضخماً ويعزز من حضارته الضاربة في الجذور ، وتوقع الوزير انتعاش السياحة بولاية نهر النيل بعد هذا الكشف، مؤكداً اجتهادهم في الوزارة لترقية السياحة لتدخل في عمق الاقتصاد الوطني وان تكون أحد موارد البلاد الاقتصادية ، معلناً امتداد فترة عمل المشروع القطري في السودان ، مشيداً بالعقول السودانية العاملة في مجال التنقيب والحفريات وأعمال الترميم ، معرباً عن فخره واعتزازه بما تم من انجاز .
حماية كافية
من جانبه أعلن والي ولاية نهر النيل اللواء حقوقي حاتم الوسيلة السماني عن توفير حماية كافية للاهرامات ومد طريق مسفلت يتفرع من الطريق القومي ، فضلاً عن بناء استراحات بالموقع ، موضحاً ان رئيس الجمهورية سوف يفتتح كلية الآثار والمتاحف بجامعة شندي في مقبل الأيام ، وأشار الوالي الى انه وقف على العمل الذي تم بالهرم 9 والذي يحتوي على ممر وثلاث غرف واحتوائه على العديد من المقتنيات ، معرباً عن شكره وامتنانه للقيادة القطرية ، متمنياً ان تكون المواقع الأثرية والسياحية في المستقبل القريب مورداً اقتصادياً للولاية وان تبين عمق الشعب السوداني وتقاليده وأعرافه وتاريخه ومرجعياته ، مشيراً الى ان الاهرامات والمواقع السياحية بالولاية لم تكن آثاراً فقط وانما كانت عبارة عن معهد وجامعة لعلوم الفلك والحسابات وفيها اكتشفت خطوط العرض وأيضاً تم في هذه الممالك اكتشاف صناعة الحديد وساعدت هذه الصناعة في تقطيع الاحجار وبناء هذه الاهرامات ، مشيراً الى انهم في الولاية يعتزمون عمل مصدات لحماية هذه الأهرامات وكثير من الاستراحات والبوفيهات وكل البنى التحتية لراحة السياح والمواطنين .
أكبر مشروع
وصف المنسق العام للمشروع القطري السوداني للآثار صلاح الدين محمد واصفاً للعمل الذي تم بالهرم 9 أنه أحد أكبر المشروعات الأثرية في العالم ، موضحاً أن المشروع السوداني القطري للآثار هو منحة غير مردودة من دولة قطر قيمتها (135) مليون دولار للأعمال الأثرية لمدة خمس سنوات ،مبيناً أن البعثة القطرية سوف يمتد عملها لسبع سنوات ، وقال ان المشروع حالياً يمول 41 بعثة آثارية منها 12 بعثة سودانية وتضم حوالي 12 جنسية عالمية وتعمل في كل فترات تاريخ السودان 200 ألف قبل الميلاد وحتى الفترة الاسلامية حتى القرن التاسع عشر الميلادي ، وبين ان المشروع اكتشف أكثر من ستة آلاف موقع أثري لم تكن معروفة من قبل ، ورمم 24 صرحاً تاريخياً وقام بحماية أكثر من 54 موقعاً أثرياً، ويدرب سنوياً أكثر من مائة سوداني متخصص في الآثار.
التغلب على التحديات
وتحدث مرتضى بشارة مدير الحفريات بالبعثة القطرية عن العمل الذي تم بالهرم 9 بقوله ” اهتمامنا باعادة حفر المدافن في الاهرامات اعتماداً على ما ورد في مذكرات عالم الآثار الأمريكي (جورج رايزنر) وهذه المدافن تمتاز بأنها ما زالت محتفظة بألوانها وبها العديد من الزخارف وشكلها المعماري مميز ، وكان تركيزنا على ثلاثة أهرامات في المرحلة الأولى لعمل البعثة وهي الهرم العاشر في الجبانة الجنوبية والهرم التاسع في الجبانة الشمالية والهرم رقم 503 في الجبانة الجنوبية ، ونسبة لبعض العوامل الطبيعية بدأنا العمل في الهرم 9 وواجهنا بعض التحديات المتمثلة في وجود الرمال بكثافة في الممر المؤدي لغرف الدفن والحجر بغرف الدفن كان هشاً وتسربت اليه مياه الأمطار وكان به العديد من الفراغات والتشققات ، وتمكنا من مواجهة هذه التحديات والوصول لغرف الدفن ، والآن نعمل على تدعيم الممر المؤدي الى هذه الغرف وتدعيم الغرفة الأولى على اساس ان تهيأ هذه الغرف والمدافن للزيارة في أقرب وقت .
الانتباهة