لماذا لا تفتح الحدود بين الولايات حتى تتحرك السلع بحرية.. لكن ما يهم الحكومة هو استقرار الخرطوم فالولايات لا تهدد المركز

التخريب الممنهج للاقتصاد..
التخريب الذي حدث في الاقتصاد السوداني لم يكن وليد الانفصال وفقدان النفط، وإنما جاء نتيجة لفشل الحكومة في إدارة الموارد واستغلالها استغلالاً أمثل، ولعدم وجود كفاءات اقتصادية وإدارية مؤهلة تدير الشان العام بخبرة علمية وعملية، فوزراء المالية والنفط، والزراعة، والثروة الحيوانية، والسدود والموارد المائية… الخ من الوزارات التي لها علاقة مباشرة بالموارد يتحركون بالأوامر السياسية الصادرة من اللجنة الاقتصادية للحزب الحاكم ولا يتحركون وفق المصلحة العامة للمواطن، وهنا لا نقول بعض القرارات وإنما كلها، وإذا حاول أحد الوزراء الخروج عن النص يتم إقالته ولذلك ظلت هذه الوزارات بدون خبرات قيادية وهذا هو السبب الأساسي للتخريب..
o عبدالرحيم حمدي عراب الخصخصة وقائد تنفيذها أقرّ بعد فوات الأوان بخطأ الخصخصة، عبدالرحيم محمد حسين بعد خراب مالطا يتحسر على (بيع كل الحتات) وزير النفط وبكل أسف يعترف بفشلهم في تخليص بواخر محملة بالوقود لعدم وجود (الكاش)، ولاية نهر النيل تفرض إحدى محلياتها رسوماً لزيارة المقابر، وزير الزراعة يطمئن على سير الموسم الصيفي الحالي بخير ويقول إن الاستعدادات مكتملة لاستقبال الموسم الشتوي، ونسمع أصواتاً ولا نرى طحيناً، فكل المنتجات الزراعية أصبحت مستوردة ومسعرة وفق أسعار الدولار في السوق الموازي، فالدولة مفلسة والسعر الرسمي الذي أعلنه بنك السودان لا علاقة له بالواقع، وزير النفط يمنع ما أسماه (بتهريب الوقود) للولايات وفي نفس الوقت لا يستطيع سد الطلب المتزايد على (الجازولين) لماذا لا تفتح الحدود بين الولايات حتى تتحرك السلع بحرية بما فيها الجازولين والغاز، ولكن ما يهم الحكومة هو استقرار الخرطوم فالولايات لا تهدد المركز..
o وزارة النقل تعلن عن زيادة أسعار تذاكر المواصلات بين الولايات، والسبب لتخفيف العبء على تشغيل البصات والحافلات، وهذا التخفيف يتحمله المواطن، وكنا نتمنى صدور قرار واحد لتخفيف معاناة المواطن، فوزير الكهرباء يسعى لزيادة تعرفة الكهرباء، المالية ترفع قيمة دولار استيراد القمح، هيئة المياه تفشل في توفير مياه الشرب، الحكومة سادتني لا خبرة لها في إدارة الموارد، الوزراء لا كفاءة لهم، والاقتصاد ينهار، وكل صباح لا يسمع المواطن سوى قرار جديد لزيادة الأسعار، ويستمر التخريب وتستمر المعاناة..
ودمتم بود

صحيفة الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.