صفاء الفحل : حجوة ام ضبيبينة
سودافاكس ـ عصب صادق
نأمل من كل القلب ونحن نسأل الله القدير أن تغطي ثياب العافية قائد ركب الصحيفة أشرف عبدالعزيز، ليعود قوياً كما عهدناه مناكفاً في الحق.. والله قادرا على كل شيء
لو أن الفهم متكامل والقضية محسومة والخطوات سليمة، فلا أعتقد بأن هناك سبب مقنع لتأجيل التوقيع النهائي على الاتفاق الاطاري الذي أصبح مثل حجوة أم ضبيبينة وهي حكاية لمن لا يعرفها لا تنتهي أبدا ترويها (الحبوبات) في الزمن الجميل للأطفال في المساء حتى يناموا، أو مجموعة روايات خرافية لا نهاية لها، صارت مثلا ولا يوجد سبب مقنع فعلا للتأجيل إلا إذا ما كانت اللجنة الأمنية غير واثقة من قرارها بتسليم السلطة الى حكومة مدنية او مترددة في تنفيذ ذلك.
وقد قلنا لأكثر من مرة وسنظل نردد بأن العسكر والحركات المسلحة، ليس لديهم الرغبة في التحول المدني فهم الآن في سُدة الحكم ولن يتخلوا عنه بهذه البساطة، وسيحاولون المراوغة لأطول فترة ممكنة، وسيعملون بحكاية جحا الذي وافق أن يعلم حمار الملك القراءة والكتابة في خمسين عاماً، وعندما سألوه كيف سيفعل ذلك قال خلال خمسين عاماً ربما مات الملك أو الحمار أو ربما أنا.
وافقنا على الاتفاق الاطاري منذ البداية لم تأتِ من ثقتنا في وعود العسكر أو حتى في إمكانية أن تتمكن قوى الحرية والتغيير من تغيير المشهد، فلا العسكر صادقون في نواياهم ولا الحرية والتغيير لديهم الإمكانية لقلب الطاولة، ولكننا كنا نأمل أن يتفق الطرفان للانحياز للشارع ويصابوا بالندم لكميات الدم التي سألت، ويسلمون الدولة لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق حلمهم بالسودان الجديد، الذي ترفع فيه راية الحرية والسلام والعدالة.
العاقل يفهم أن ما يجري لا يتعدي مناورات من كافة الاطراف للحصول على امتيازات هم ليس أهل لها، فلا العسكر لهم الحق في الحكم بقوة السلاح، ولا الفلول لهم الحق في العودة بعد أن اضاعوا البلاد لثلاثين عاماً ولا أحزاب الحرية والتغيير التي وجدت الفرصة الذهبية لتغيير خارطة السياسة في الوطن ولم تستغلها، ومن لهم الحق في هذا التغيير هؤلاء الشباب الذين مازالوا يخرجون كل صباح لتحقيق أحلامهم ويتجاهلهم الجميع خوفا من ضياع أحلامهم في الحكم.
الوضع لن يتغيير سيظل (محلك سر) لسنوات طويلة، وسيكون الخاسر الوحيد فيه هو المواطن، وهؤلاء الشباب الذين تؤد أحلامهم مع سبق الاصرار أو سينتهي الأمر الى مواجهة حتمية لا تبقي ولا تزر، وستكون الغلبة أيضا لهؤلاء الشباب مهما طال المشوار فأن المستقبل لهم وهم أصل هذا المستقبل، لعلهم يعلمون.
عصب صادق
نأمل من كل القلب ونحن نسأل الله القدير أن تغطي ثياب العافية قائد ركب الصحيفة أشرف عبدالعزيز، ليعود قوياً كما عهدناه مناكفاً في الحق.. والله قادرا على كل شيء.
والثورة مستمرة
والقصاص أمر حتمي
الجريدة