أفق جديد أخطاء الأطباء!
أفق جديد
أخطاء الأطباء!
عبدالله عبدالسلام
فى عام 2016، نشرت المجلة الطبية البريطانية دراسة مفزعة أجراها فريق طبى علمى بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية. كشفت الدراسة عن أن ربع مليون أمريكى يموتون سنويا بسبب أخطاء الأطباء، مما يجعل هذه الأخطاء السبب الثالث للوفيات بعد أمراض القلب والسرطان. دراسة أخرى نشرتها مجلة سلامة المريض قفزت بالرقم إلى 400 ألف سنويا.
مارتن مكارى رئيس فريق دراسة جونز هوبكنز، قال إن الوفاة لخطأ طبى يعنى أنها ناجمة عن تعامل غير سليم من أطباء وطاقم طبى غير مؤهل، أو خطأ فى القرار أو الرعاية أو خلل فى النظام أو تأثير ضار كان يمكن الوقاية منه يشمل أعطال الكمبيوتر وعدم دقة الجرعات أو أنواع الأدوية، وكذلك المضاعفات التى لا يتم تسجيلها. لكن انتقادات شديدة طالت الدراستين وأشارت إلى أنهما تجميع لإحصاءات سابقة. ووضع أطباء وباحثون نسبة الوفيات بسبب أخطاء الأطباء عند 3٫6% قائلين إنه لو كانت الأرقام السابقة صحيحة، لكان 62% من مرضى المستشفيات الأمريكية يموتون لهذا السبب.
شخصيا أميل لنسبة 3٫6% لكن ليس معنى ذلك الاستكانة أو الرضا، فلابد من علاج الأخطاء أيا كان معدلها. نيال داونى جراح أيرلندى عمل طويلا فى الطب ثم قرر تغيير مهنته ليصبح طيارا مدنيا يقود الرحلات عبر الأطلنطى. وقد أصدر حديثا كتابا بعنوان: «عفوا لماذا تسوء الأمور؟.. فهم الخطأ والتحكم فيه». يقول للطبيب: «سترتكب أخطاء وستستمر فى فعل ذلك طيلة حياتك. هذا لا يعنى أنك طبيب سيئ، بل يعنى أنك إنسان. الخطأ ليس شيئا تخجل منه. بل يجب إدارته، لذا لا تقلق عليه». من عمله طيارا، يوجه المؤلف نصائحه للأطباء بل للبشر عموما. أليس كل بنى آدم خطاء. يشير إلى أنه باتباع إرشادات معينة يمكن تقليل الأخطاء الجسيمة. ويقترح نظاما للسلامة على غرار الطيران. هناك احتياطات وإجراءات وإنذارات تقلل أخطاء الطيارين لأدنى نسبة ممكنة. كيف يمكن نقل ذلك للمهن الأخرى خاصة المرتبطة بالتعامل مع البشر كالأطباء والمهندسين والقضاة والسياسيين؟ السعى لتقليل عدم الكفاءة البشرية أفضل كثيرا من إنكار المسئولية بعد وقوعها.
الاهرام