“مقابر الأحياء”: شهادات من الجحيم داخل معتقلات الدعـ،،م السـ،،ريع

سودافاكس – كشفت تقارير ميدانية وشهادات مروّعة لعدد من الناجين من معتقلات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم، عن حجم الانتهاكات الوحشية التي تمارس داخل ما وصفوه بـ”سجون الموت”، وعلى رأسها سجن سوبا الذي تحوّل إلى رمز للرعب والمعاناة.
زنازين بلا حياة: الموت جوعًا وعطشًا وتعذيبًا
مع استعادة الجيش السوداني السيطرة على أجزاء من ولاية الخرطوم، بدأت تتكشف فصول من الجحيم عاشها آلاف المعتقلين، حيث تم العثور على مئات الجثث داخل المعتقلات، توفوا نتيجة التعذيب والجوع وانعدام الرعاية. الزنازين كانت مكتظة، لا تهوية فيها ولا غذاء، ولا حتى ماء صالح للشرب.
سوبا.. حين تصبح السجون مقابر
يقع سجن سوبا جنوب شرق الخرطوم، ويُحتجز فيه أكثر من 6 آلاف أسير، بحسب الشهادات. قُتل المئات منهم تحت التعذيب أو نتيجة للمرض وسوء المعاملة، ما دفع أهالي المعتقلين إلى مناشدة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، دون أن يجدوا استجابة حقيقية.
انتهاكات تفوق فظائع “أبو غريب”
روى الناجون تفاصيل صادمة، شملت تعليق المعتقلين من أرجلهم حتى الموت، تحطيم الأرجل بالعصي، الجلد بالكهرباء، الإعدام البطيء، والتعذيب النفسي الشديد. ووصف أحدهم كيف تُرك رجل مسن معلقًا من قدميه حتى فارق الحياة، في مشهد يكشف مستوى القسوة والوحشية.
طعام فاسد وفضلات بشرية
داخل الزنازين، كان يُجبر المعتقلون على تناول طعام ملوث، والتغوط داخل أوعية تُترك معهم لساعات طويلة. وأفاد ناجون بأن بعض المعتقلين فقدوا أطرافهم بسبب التعفن، وآخرين تعرضوا لإطلاق النار على الركبتين عمداً ليموتوا بنزيف بطيء.
أسماء لامعة ماتت بصمت
من بين الضحايا اللواء الصادق يوسف، عضو مجلس إدارة نادي الهلال، وشخصيات أكاديمية بارزة مثل مسجل معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم، الذين لقوا حتفهم تحت التعذيب، دون محاكمة أو تهمة واضحة.
تقارير أممية وسط صمت عالمي
ورغم توثيق تقارير أممية لانتهاكات جسيمة، منها استخدام المنازل والمدارس كمعتقلات سرية، وتوثيق أكثر من 6 آلاف معتقل في سجن سوبا وحده حتى منتصف 2024، لا يزال المجتمع الدولي يلتزم صمتًا مريبًا، فيما تزداد معاناة آلاف الأسر السودانية الباحثة عن ذويها.
سودافاكس